يندرج مشروع تنظيم الأكشاك المنتشرة في شوارع اللاذقية، ضمن إطار جهود مجلس المدينة لتحسين الواقع الخدمي والجمالي، بما ينسجم مع المكانة السياحية التي تحظى بها المحافظة، ويعكس صورتها الحضارية.
وأوضح رئيس بلدية اللاذقية علي عاصي في تصريح لمراسلة سانا، أن تنظيم الأكشاك يأتي نظراً للتوزع العشوائي وغير المتناسق للأكشاك القديمة، سواء من حيث التصميم أو المواد المستخدمة في البناء، فمنها ما هو مصنوع من الخشب أو البيتون أو التوتياء، الأمر الذي يشوه الطابع البصري للمدينة،
لافتاً إلى وضع خطة لتعزيز المظهر الجمالي للمدينة، حيث كانت البداية بالأكشاك من خلال اعتماد نموذج موحّد يجمع بين البساطة والتكلفة المقبولة، والشكل الجمالي، من دون إشغال حيّز كبير من الأرصفة.
وأشار عاصي إلى دور دائرة التنظيم في الشؤون الفنية بإعداد مخطط تفصيلي للمدينة، وتحديد مواقع الأكشاك الجديدة مع الالتزام بعدة معايير، منها اتساع الأرصفة وعدم إعاقة حركة المشاة والتوزيع العادل والمتوازن، لتفادي تكدّسها في منطقة دون أخرى.
ولفت رئيس بلدية اللاذقية إلى جملة من الشروط التي تم اعتمادها في اختيار عروض المقاولين، بعضها يتعلق بجودة المواد المستخدمة والالتزام بالمعايير البلدية، مبيناً أنه تم تشكيل لجنة إشراف من مجلس المدينة لمتابعة مراحل تصنيع الأكشاك وتسليمها للمستثمرين، وفق عقود رسمية ودفاتر شروط تتضمن الحفاظ على النظافة، وعدم إشغال مساحات إضافية، واستخدام الكشك للغرض المحدد فقط، وكذلك منع المستثمر من إغلاق الكشك أو تسليمه لجهة أخرى دون تشغيل فعلي.
وحول خطة التوسّع في هذا المشروع، عبّر عاصي عن أمله بأن يشمل كامل المحافظة بما يخدم الغاية الأساسية، وهي تعزيز الخدمات والجمالية والحفاظ على هوية بصرية موحّدة تليق باللاذقية كوجهة سياحية.
بدوره أكد أحد المتعهدين المهندس محمد المخ، أهمية المشروع من الناحية التنظيمية حيث تم العمل وفق أعلى المواصفات الفنية بإشراف لجنة مختصة من البلدية، مشيراً إلى أن مدة تسليم الأكشاك تتراوح بين أسبوع وعشرة أيام، مع منح المستثمرين فترة مريحة لتجهيز المساحات الداخلية.
وبيّن المخ أن النتائج إيجابية جداً حتى الآن، حيث بدأت الأكشاك تُفتح وتعمل بالفعل، معرباً عن أمله في أن تتحول هذه التجربة إلى نموذج يحتذى به وتعميمه على باقي المحافظات.
من جانبه، أوضح مراد حمدان صاحب ورشات متخصصة في الحدادة والتنجيد والبخ والألمنيوم، أن عملية تصنيع الأكشاك تتم عبر مراحل متكاملة بإشراف هندسي مباشر، حيث تم تسليم 28 كشكاً حتى الآن، وهناك 100 كشك جاهز للتسليم، مؤكداً أن العمل يتم بوتيرة متواصلة لإنجاز العمل في الوقت المحدد.
من جهته، بيّن عمر فيوض أحد مستثمري الأكشاك، أن المشروع فرصة مهمة له ولغيره من المستثمرين، باعتباره مصدر دخل للناس والبلد على حد سواء، موضحاً أن المزاد تم بشكل علني وشفاف بعيداً عن المحسوبيات، ما عزز الثقة بالمشروع حيث بادر إلى دفع الأقساط المترتبة عليه ضمن فترة قياسية، وهو الآن بصدد تجهيزه للانطلاق بالعمل.
سانا
