
في قلب ريف دمشق، تقبع مدينة الزبداني التي كانت يوماً مثالاً للسحر والجمال والهدوء، والمقصد الأول للسياحة قبل أن تحولها الحرب إلى ساحة للدمار.. سنوات طويلة من القصف بالبراميل المتفجرة والمعارك الطاحنة، خلفت وراءها منازل مدمرة وطرقات مغلقة بالركام وأحلاماً معلقة تحت الأنقاض.
اليوم تبدأ جهود المجتمع المحلي والجهات المعنية بكتابة فصل جديد من خلال مبادرة “إزالة الركام وتنظيف الزبداني”، لتنفض الغبار عن المدينة وتستعيد ألقها تمهيداً لعودة أبنائها.
شاهد على الحرب
منذ اندلاع الأزمة السورية، تعرضت مدينة الزبداني لهجمات عنيفة، أبرزها القصف بالبراميل المتفجرة التي دمرت البنى التحتية والمنازل، ما أدى إلى نزوح الآلاف من سكانها. والمشهد اليومي في أحياء المدينة كان عبارة عن جدران متهاوية، وشوارع مسدودة بالحطام، ومخاطر دائمة من الانهيارات أو الذخائر غير المنفجرة.
من الأنقاض إلى الأمل
وبعد التحرير وتحسن الوضع الأمني نسبياً، أطلقت مجموعة من المتطوعين والمؤسسات المحلية بالتعاون مع المجلس الأهلي ومسؤول المنطقة ورئيس البلدية والدفاع المدني، مبادرة لإزالة الركام وإعادة تأهيل الشوارع الرئيسية لتمهيد الطريق لعودة الحياة والخدمات.
وبحسب أحد القائمين على المبادرة، أوضح أن الهدف ليس فقط إزالة الأنقاض، بل تحفيز الأهالي للعودة وبدء عملية إعادة الإعمار، ورغم كل الصعوبات والتحديات، فإن كل حجر نزيحه يعني خطوة نحو البناء والتعمير.
تستحق الحياة
وأضاف: إن الزبداني، تستحق أن تزدهر من جديد، لقد علمتنا هذه المدينة كيف نحبها، وكيف نقف بثبات حينما يهدد الظلام ضوء الأمل، واليوم الدعوة ليست فقط لإعادة البناء، بل لممارسة فعل الإيمان بالحياة، وأن الوطن يمكن أن ينهض من تحت الركام،
لذلك علينا أن نتكاتف جميعاً نحن أبناء المدينة بالداخل والخارج ونساعد بكل ما نستطيع، من أجل أن نبني ونعيد الازدهار والحياة لها.
صحيفة الثورة