
في زمنٍ يتسارع فيه استهلاك المعلومات، ظهر تطبيق «ويكي توك» ليقدّم بديلاً عصرياً عن طريقة تصفّح موسوعة «ويكيبيديا»، معتمداً على أسلوب التمرير اللانهائي المستوحى من منصات مثل «تيك توك» و«إنستغرام».
يهدف التطبيق إلى إعادة تعريف العلاقة مع المحتوى المعرفي عبر تقديم المقالات الطويلة والمعقّدة بطريقة مبسّطة وتفاعلية.
تحويل ويكيبيديا إلى تجربة اجتماعية مرئية
يعتمد «ويكي توك» على عرض مقتطفات من مقالات «ويكيبيديا» ضمن بطاقات مرئية جذّابة تحتوي على العنوان ونبذة مختصرة وروابط للمقال الأصلي، ما يسمح للمستخدم باكتشاف معلومات جديدة بشكل عشوائي ودون الحاجة إلى بحثٍ موجّه.
كما يتيح التطبيق التفاعل مع المحتوى عبر حفظ المقالات أو مشاركتها، مقدّماً تجربة تجمع بين المعرفة وسهولة التصفّح.
تقنيات الذكاء الاصطناعي في خدمة المعرفة
لا يقتصر «ويكي توك» على عرض المحتوى فحسب، بل يستخدم تقنيات متقدّمة في معالجة اللغة الطبيعية لتحليل المقالات وتلخيصها، واستخراج الكلمات المفتاحية، وتقديم توصيات مخصصة بناءً على سلوك المستخدمين.
كما يدعم الترجمة الفورية والتصفّح السريع بفضل تقنيات التخزين المؤقت وضغط البيانات، ما يجعله أداة ذكية للوصول السريع إلى المعرفة.
تحدّيات في تجربة التعلّم السريع
رغم ميزاته اللافتة، يواجه التطبيق تحدّيات حقيقية، أبرزها خطر التبسيط الزائد للمفاهيم المعقّدة، لا سيّما في المواضيع العلمية والتاريخية.
كما إن اعتماد آلية التمرير السريع قد يؤثّر سلباً على قدرة المستخدم على التركيز والاستيعاب العميق، ما يثير تساؤلات حول جودة التعلّم في مثل هذا النوع من التطبيقات.
مستقبل «ويكي توك» وتطوّر تطبيقات التعلّم الرقمي
يفتح «ويكي توك» الباب أمام نماذج رقمية تعليمية مبتكرة، إذ يمكن تطوير تطبيقات شبيهة تعرض مقاطع فيديو تعليمية أو ملخصات كتب بطريقة مماثلة.
كما يُتوقّع أن يتكامل مستقبلاً مع تقنيات الواقع المعزّز والذكاء الاصطناعي التوليدي، لتقديم تجربة تعليمية أكثر تفاعلاً وثراء.
في المحصّلة، يُمثّل «ويكي توك» تجربة جديدة تسعى إلى التوفيق بين عمق المعرفة وسرعة التلقّي، واضعاً المحتوى المعرفي في متناول جمهور أوسع في عصرٍ يتّسم بقصر مدى الانتباه وسرعة الاستهلاك الرقمي.