متنوع

ما تحتاج الأرض مليار سنة لإنتاجه.. تصنعه الصين في أسبوع!

في حين يتطلب تكوّن الألماس لمليارات السنين في أعماق الأرض، تنجح الصين اليوم في إنتاج أكثر من 20 مليون ألماسة أسبوعياً في معاملها عبر تقنيات تصنيع متقدمة،

ما يؤكد حجم الطفرة الصناعية التي تبرز فيها بكين في مجال الأحجار الكريمة، الأمر الذي يطرح سؤالاً جوهرياً: “هل يفقد الألماس قيمته حين لا يعود نادراً؟.

يتشكل الألماس الطبيعي على عمق يتراوح بين 150 و200 كيلومتر تحت سطح الأرض، حيث تتحد ذرات الكربون تحت ضغط وحرارة هائلين لتكوّن البنية البلورية للألماس،

وتقول الدراسات إن هناك بعض الأحجار يعود عمرها إلى ما بين 3.3 و3.5 مليار سنة، أي أنها أقدم من معظم تضاريس الأرض الحالية، بحسب موقع “eldiario24”.

بيد أن ندرة الألماس لا ترتبط بعمره فقط، بل بظروف جيولوجية، إذ لا يطفو على السطح إلا من خلال ثورات بركانية تنقل صخور “الكيمبرلايت” أو “اللامبرويت” للأعلى، ما يجعل كل حجر ألماس طبيعي يحمل توقيعاً فريداً من الزمن والجيولوجيا.

على النقيض من ذلك، تنجح المختبرات الصينية في تصنيع الماس خلال أيام أو أسبوع واحد عبر محاكاة الظروف الطبيعية نفسها باستخدام تقنيتين رئيسيتين، الضغط العالي والحرارة المرتفعة (HPHT)

حيث تُعاد خلق حرارة و ضغط أعماق الأرض داخل غرفة صناعية ضخمة لإنتاج ماس كامل القيراط خلال وقت قياسي، وترسيب البخار الكيميائي (CVD)،

وهي تقنية أدق وأكثر تكلفة، تعتمد على تبخير الكربون داخل غرفة تفريغ لتكوين طبقات نقيّة جداً من الألماس، ما يفتح المجال لاستخدامات تتجاوز المجوهرات وصولاً إلى التكنولوجيا والطب والفضاء.

بنية تحتية هائلة

وبفضل الاستثمار الهائل في البنية التحتية، أصبحت الصين المنتج الأول عالمياً للألماس الصناعي، وتهيمن حالياً على سوقه بمعدلات لا تضاهيها أي دولة أخرى.

رغم التطابق الكيميائي والشكلي بين الألماس الطبيعي والمصنّع مخبرياً، إلا أن القيمة السوقية لا تزال تميل للأول، لارتباطه بالعمر والندرة وسرديته التاريخية.

لكن المعادلة بدأت تتغير بفعل عاملين رئيسيين، وهما انخفاض الأسعار نتيجة وفرة الألماس الصناعي الصيني، وتصاعد الطلب بين الشباب لاعتبارات بيئية (لا تعدين، بصمة كربونية أقل).

ومع اتساع الفارق السعري بين النوعين، أصبحت الشفافية عنصراً حاسماً في المبيعات، إذ يحرص المستهلك على معرفة مصدر الحجر، وظروف إنتاجه، وهل هو طبيعي أم مخبري.

يبقى الألماس الطبيعي شاهداً على رحلة جيولوجية عمرها مليارات السنين، بينما يمثل الألماس المخبري انتصارًا للعلم والتكنولوجيا والسعر العادل،

ومع تسارع التحولات في السوق العالمية، يبقى السؤال مفتوحاً: هل سيختار الإنسان المستقبل بناءً على اللمعان، أم بناءً على الحكاية التي يحملها الحجر؟.

البيان

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى