
تُعد جمهورية كوسوفو التي اعترفت سوريا باستقلالها اليوم، دولة أوروبية شابة من حيث تاريخ استقلالها وتأسيس الجمهورية فيها، ومن حيث متوسط أعمار سكانها.
وعلى مر التاريخ كانت لكوسوفو مكانة تاريخية مهمة في قلب البلقان، فخلال العصور الوسطى اعتبرت مركزاً ثقافياً استراتيجياً، كما أنها كانت مقراً لحكم الإمبراطورية الصربية، ومن ثم أصبحت كوسوفو تابعة للدولة العثمانية، ما ساعد على انتشار الديانة الإسلامية.
الاستقلال والاعتراف الدولي
كوسوفو كانت جزءاً من يوغوسلافيا السابقة كمقاطعة مستقلة تابعة لصربيا، لكنها انفصلت عنها في عام 1999 بعد تدخل حلف الناتو، وفي عام 2008 أعلنت استقلالها عن صربيا بشكل رسمي.
ففي عام 1999 بناءً على قرار أصدره مجلس الأمن الدولي، قامت الأمم المتحدة بإرسال بعثة لإدارة كوسوفو؛ بهدف إيقاف الحرب مع صربيا بعد قرار الأخيرة إلغاء حكم كوسوفو الذاتي، وبقيت البلاد تحت الحماية الأممية حتى أعلن برلمان كوسوفو في الـ 17من شباط عام 2008 استقلال جمهورية كوسوفو.
واعترفت بجمهورية كوسوفو 120 دولة حتى اليوم بينها سوريا، ومن أبرز تلك الدول الولايات المتحدة الأمريكية التي كانت من أوائل الدول التي اعترفت باستقلالها،
إضافة إلى معظم دول الاتحاد الأوروبي وعلى رأسها ألمانيا وبريطانيا وفرنسا وإيطاليا وبلجيكا والدنمارك وأستونيا ولاتفيا ولوكسمبورغ وسلوفينيا، ومن أبرز الدول الآسيوية تركيا واليابان وكوريا الجنوبية، وأبرز الدول العربية السعودية ومصر وغيرهما.
الموقع الجغرافي
تبلغ مساحة كوسوفو 10887 كيلومتراً مربعاً، وتمتلك حدوداً مشتركة مع صربيا من جهة الشمال والشرق، ومقدونيا الشمالية من الجنوب الشرقي، وألبانيا من الجنوب الغربي، والجبل الأسود “مونتينيغرو” من الشمال الغربي، وعاصمتها بريشتينا وهي أكبر مدنها ومركزها الثقافي والاجتماعي.
اللغة وعدد السكان
يبلغ عدد السكان في كوسوفو حسب إحصائيات عام 2022، مليوناً و953 ألفاً بمعدل نمو سكاني يبلغ 0.57%، تعد اللغتان الألبانية والصربية اللغتين الرسميتين للبلاد، حيث يتحدث بالألبانية 94.5% من السكان والصربية 1.6%، بينما يتحدث التركية نحو 1.1% من السكان وغيرها من اللغات التي تشكل 0.9%.
وحسب إحصائيات التعداد الوطني لكوسوفو عام 2011، فإن الألبان يشكلون نسبة 92.2% من السكان والبوشناق 1.6% والصرب 1.5% والأتراك 1.1% إضافة إلى أعراق أخرى.
اقتصاد البلاد
في عام 2009 انضمت كوسوفو إلى صندوق النقد الدولي والبنك الدولي، ويشرف المصرف المركزي المستقل لجمهورية كوسوفو على النظام المالي، ويعد اليورو العملة الرسمية في البلاد.
كما أن كوسوفو عضواً في صندوق النقد الدولي والبنك الدولي، والاتحاد الدولي لطرق النقل، ومجلس التعاون الإقليمي، ومجلس مصرف التنمية الأوروبي، والبنك الأوروبي للإنشاء والتعمير، كما تعترف بها 22 دولة من أصل 27 دولة من دول الاتحاد الأوروبي.
ويبلغ مقدار الناتج المحلي 21 مليار دولار تقريباً، ومعدل نمو الناتج المحلي الإجمالي 10.75%، فيما يشكل نصيب الفرد من الناتج المحلي 11900 دولار، بينما يبلغ معدل التضخم 3.35% حسب تقديرات عام 2021.
ويساهم قطاع الزراعة بنسبة 11.9% من الناتج الداخلي الخام، أما الصناعة فتشكل نسبة 17.7% وقطاع الخدمات 70.4% حسب تقديرات للعام 2017، وتعتمد البلاد على زراعة القمح والذرة والتوت والبطاطا والفلفل والفواكه، وفي مجال الثروة الحيوانية على الألبان والسمك.
وبحسب تقديرات اقتصادية فإن الصناعة في كوسوفو تعتمد على المعادن ومواد البناء والجلود وتصنيع الآلات والأجهزة والمواد الغذائية والمشروبات والمنسوجات، ويبلغ معدل الإنتاج الصناعي 7.76%.
السلطات والأحزاب
نظام السلطة في كوسوفو برلماني، ويركز دستورها على مبدأ توزيع السلطات، ويمنحها حيزاً للحضور الدولي، ولا يسمح بضمها أو إلحاقها كليّاً أو جزئيّاً إلى دولة أخرى.
وتعود السلطة التنفيذية لحكومة كوسوفو التي يقوم رئيس الجمهورية بتكليفها بذلك، وينتخب رئيس الدولة من قبل غالبية أعضاء البرلمان، الذين ينتخبون أعضاء الحكومة حسب الأغلبية.
أما النظام القضائي في البلاد حسب الدستور مستقل عن السلطتين التشريعية والتنفيذية، ويعد الدستور امتداداً للحل الدستوري الذي تمّ وضعه منذ “مهمة الأمم المتحدة في كوسوفو” عقب حرب البلاد مع صربيا.
ومن أبرز الأحزاب السياسية في البلاد، الحزب الديمقراطي الكوسوفي والجبهة الديمقراطية الكوسوفية والتحالف من أجل مستقبل كوسوفو.
التنوع الثقافي
تتميز كوسوفو بتنوعها الثقافي تاريخياً، فيكثر فيها المساجد والكنائس على حد سواء، وتعبر كل منها عن الفترة الزمنية التي عاشتها البلاد سواء تحت الحكم الصربي أو الدولة العثمانية،
ومن أبرز المساجد التي بنيت في القرن الـ 15، مسجد شرشيا ومريتي “الفاتح” الموجودان في بريشتينا، علماً أن الكثير من المواقع الإسلامية دمرت خلال الحرب الكوسوفية آخر القرن العشرين.
ومن أهم الكنائس فيها كنيسة غراتشانيتسا وكنيسة الأم تيريزا وكنيسة العذراء ودير ديتشاني الذي أدرج عام 2004 موقعاً للتراث العالمي لليونسكو.
الطقس والطبيعة
تتمتع جمهورية كوسوفو بمناخ قاري معتدل حيث الصيف دافئ وخاصةً في المناطق الجنوبية لقربها من البحر الأبيض المتوسط، وشتاء بارد حيث تتساقط الثلوج وتغطي القمم الجبلية.
وكانت وزارة الخارجية والمغتربين أعلنت أمس اعتراف سوريا بجمهورية كوسوفو دولة مستقلة ذات سيادة، معربة عن تطلعها إلى إقامة علاقات دبلوماسية معها في أقرب وقت ممكن وتطوير التعاون الثنائي في المجالات السياسية والاقتصادية والثقافية، بما يحقق المصالح المشتركة للبلدين والشعبين الصديقين.














