صحة

التمريض في سوريا.. بين التحديات والفرص المستقبلية

يعد التمريض إحدى الركائز الأساسية في قطاع الصحة لكونه شريكاً محورياً في تقديم الرعاية الطبية ورديفاً لكل الاختصاصات إلا أن هذا القطاع واجه عبر السنوات الماضية العديد من التحديات المرتبطة بغياب التشريعات الناظمة ونقص الكوادر وضعف التدريب والتأهيل.

ومع مرحلة التحرير، بدأت وزارة الصحة بخطوات عملية للنهوض بواقع التمريض عبر تحسين الظروف المعيشية والعملية للعاملين، وتطوير المناهج، وإطلاق برامج تدريبية وتأهيلية، إلى جانب العمل على إصدار قوانين وتشريعات جديدة تضمن حقوق الممرضين وتمنحهم الدور الحقيقي في المشافي والمراكز الصحية.


استحداث مديرية المهن الصحية

مدير مديرية المهن الصحية في وزارة الصحة دريد رحمون أوضح في تصريح لمراسلة سانا أنه بعد التحرير، تم استحداث المديرية التي تشكل جزءاً مهماً من هيكلية الوزارة لكونها تعنى باتخاذ الكثير من الإجراءات في هذا المجال عبر لجان مركزية موجودة في مديرية المهن الصحية وبالتشاور مع الخبراء في مجال القطاع الصحي مشيراً إلى أن المديرية ستعنى بالقطاع التمريضي بكل اختصاصاته والعمل لأخذ الممرض دوره الحقيقي في المشفى.

وحول واقع التمريض سابقاً بيّن رحمون أنه كان يعاني من قلة التشريعات والقوانين الناظمة لعمل الممرضين أو توصيفهم الوظيفي ولا يوجد مراعاة لحقوقهم ضمن قطاع الصحة، لافتاً إلى أن المديرية تعمل على تحديث المناهج القديمة وإدراج لجان مركزية وفرعية تضم خبراء واختصاصيين في التمريض لوضع منهاج تدريسي جديد يسهم برفع مستوى الطالب العلمي وتمكينه من القيام بمسؤولياته وواجباته في المستقبل.

تدريب وتأهيل مستمر للكوادر التمريضية

وأشار رحمون إلى أن المديرية تعمل على برنامج التدريب والتعليم المستمر المخصص للممرضين عبر سلسلة من التدريبات المعتمدة من قبل مديرية المهن الصحية بالتعاون مع عدة منظمات دولية، مبيناً أنه خلال الشهرين الماضيين أجرت المديرية نحو تسع عشرة دورة تدريبية في عموم المحافظات بالإضافة لمجموعة من الدورات التي سيتم إجراؤها خلال الربع الأخير من هذه السنة.

تحسين واقع عمل الكوادر التمريضية

وكشف رحمون عن وجود عدة قرارات متوافقة ومتوازية مع العمل مثل تحسين أجور الممرضين، والعمل على إصدار لائحة جديدة بما يتعلق بالتعويضات المالية الخاصة بالمدربين في مدارس التمريض موضحاً أنه سيتم العمل على إحداث تخصصات جديدة في التمريض توافق الاختصاصات الطبية للنهوض بواقع التمريض وتطويره.

دور النقابات

وفيما يخص دور النقابات أوضح رحمون أهميتها لكونها على تماس مباشر مع احتياجات الممرضين لإيصال الصورة الحقيقية في المديريات المختصة والعمل على إنتاج قوانين جديدة تتعلق بفئات المجتمع كافة، والتمريض هو من أهم الفئات التي يجب أن يكون دور النقابة فيه مهماً ويكون هناك تواصل دائم مع النقابات لإصدار قوانين عادلة.

واقع التمريض في المشافي

من جهته أكد مدير عام مشفى دمشق “المجتهد” الدكتور توفيق حسابا أن دور التمريض يشهد تهميشاً كبيراً ولا سيما في الأقسام التي تواجه تحديات كبيرة مثل الإسعاف، والخدمات الإسعافية، والقلبية، مقترحاً إعادة النظر بموضوع “طبيعة العمل” لهذه الفئة، كما تم التفكير سابقاً بطبيعة العمل الفني في مجالات المعالجة الفيزيائية أو حتى المخبر.

وأكد على ضرورة مراجعة القوانين التشريعية الخاصة بالكوادر التمريضية وتسليط الضوء على المعاناة التي يعيشونها وضرورة تعديل آلية القبول في مدارس التمريض، بحيث تكون هذه المدارس ضمن المشافي التي تمتلك البنية التحتية المناسبة لتدريب التمريض، وتتوافر فيها القدرات التأهيلية.

آلية توظيف كوادر التمريض وقبولهم

بدورها أشارت معاونة مدير المهن الصحية في وزارة الصحة أسمهان كفا إلى أن آلية توظيف الخريجين تكون في السنة الثالثة من دراستهم موضحة أن آلية القبول في مدارس التمريض سابقاً كانت حسب تسلسل العلامة والرغبة، أما مفاضلة هذا العام فقبلت جميع المتقدمين وتم فرزهم بحسب الاحتياج مع وجود شروط ومعايير في تحديد أماكن الخريجين بما يتناسب مع أماكن سكنهم لتأدية أفضل رعاية تمريضية.

بينما لفتت رئيسة تمريض الإسعاف في مشفى دمشق “المجتهد” صفاء مصطفى إلى التحسن الكبير بعد التحرير من خلال زيادة الرواتب وإقامة دورات تدريبية للممرضين مشيرة إلى أن أبرز التحديات التي تواجههم هي نقص الكوادر البشرية في قسم الإسعاف الأمر الذي يشكل ضغطاً كبيراً على العاملين.

ويعد التمريض إحدى الركائز الأساسية لقطاع الصحة حيث يلعب دوراً حيوياً في تقديم الرعاية الصحية للمرضى ورديفاً أساسياً لكل الاختصاصات الطبية.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى