ريف سلمية الشرقي يئن من جراح الحرب

في قلب ريف سلمية الشرقي بمحافظة حماة، تقف قرية سوحة شاهداً حيّاً على حجم الدمار الذي خلّفته آلة النظام البائد، فالمنازل المهدّمة لا تزال تروي يومياً قصص المعاناة،

فيما يعيش الأهالي بين الأنقاض، محرومين من أبسط مقومات الحياة، في ظل نقص حاد في خدمات الكهرباء والمياه، ما يضاعف من أوجاعهم وهم يحاولون إعادة بناء ما دمّرته الحرب.

أيمن محمد الذي عاد إلى قريته بعد ثلاثة عشر عاماً من النزوح في الأردن، وجد منزله أثراً بعد عين، ويقول: “الكثير من البيوت في حالة دمار كلي لا تتعدى كونها أنقاضاً متناثرة، تكلفة ترميم منزل تصل إلى نحو سبعة آلاف دولار، أما إعادة بناء منزل مهدّم بالكامل فتحتاج إلى ما لا يقل عن عشرين ألف دولار”.

انعدام الخدمات

ويضيف محمد: إن القرية تعاني من انعدام تام للكهرباء والمياه، وغياب شبه كامل لأي خدمات أخرى، ما دفع الأهالي إلى الاعتماد على الطاقة الشمسية كبديل وحيد للحصول على الكهرباء.

من جانبه، يصف إياد الشعار، العامل في مجال الترميم الوضع بـ”الصعب جداً”، نظراً لحجم الدمار الكبير، وارتفاع تكاليف مواد البناء، وصعوبة توفير المياه والكهرباء اللازمة لأعمال الإصلاح.

مدارس منكوبة

أما خالد الخالد أحد العائدين إلى القرية، فيؤكد أن المدارس تعاني من تردٍّ كبير، إذ تفتقر إلى النوافذ والأبواب والكهرباء والمقاعد والوسائل التعليمية، وهو ما يعرقل انطلاق العام الدراسي، ويحرم الأطفال من حقهم الطبيعي في التعليم.

ومع اقتراب انطلاق العام الدراسي، يعلّق الأهالي آمالهم على تسريع خطوات إعادة تأهيل المدارس، حفاظاً على مستقبل أبنائهم الذي يتهدده خطر الضياع تحت ركام الحرب.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى