قوس النصر باللاذقية… معلم روماني يحاكي ذاكرة المدينة القديمة
في قلب مدينة اللاذقية القديمة، وتحديداً في القسم الشرقي من حي الصليبة، ينتصب قوس النصر شامخاً كأحد أبرز الشواهد العمرانية على عراقة المدينة وعمق تاريخها الممتد لأكثر من ألفي عام.
هذا الصرح الأثري الذي يعتبر وجهة أساسية على خارطة المدينة السياحية، يتفرد بطرازه المعماري، حيث يقوم على أربعة أعمدة تعلوها تيجان مزخرفة، تحمل قبة مثمنة تزينها نقوش ورموز أثرية ما زالت تحافظ على رونقها رغم مرور نحو 20 قرناً على إنشائه.
وأوضح مدير دائرة الآثار في اللاذقية محمد ممدوح الحسن، أن بناء القوس يعود إلى عام 195 ميلادي في عهد الإمبراطور الروماني سيبتيموس سفيروس، تكريماً للمدينة التي وقفت إلى جانبه في صراعه مع الأباطرة.
وأشار الحسن إلى التعاون والتنسيق بين دائرة الآثار ومجلس المدينة والمديرية العامة للآثار والمتاحف لإعادة ترميم القوس، نظراً لتأثر حجارته الرملية بالعوامل الطبيعية وخاصة الرطوبة،
وذلك بهدف إبراز مكانته كمعلم أثري وسياحي، مشيراً إلى الدور الكبير الذي لعبه المجتمع المحلي في الحفاظ على هذه المواقع الأثرية عبر العصور.
من جهته لفت مدير السياحة في اللاذقية فادي نظام، إلى العمل على إعداد مسار سياحي يبدأ من قوس النصر ويمتد داخل المدينة القديمة، الأمر الذي من شأنه تعزيز السياحة الثقافية والدينية والروحية.