
رحل صباح اليوم الممثل المصري لطفي لبيب عن عمر ناهز 77 عاماً، بعد صراع طويل مع المرض. وأكد نقيب الممثلين المصريين، أشرف ذكي، نبأ الوفاة ناعياً الراحل بصفته «صاحب البهجة» الذي أضاء الشاشة لسنوات طويلة، وأثرى ذاكرة الأجيال بحضوره الإنساني والدافئ.
وُلد لبيب في 18 آب (أغسطس) 1947 في محافظة بني سويف، وتخرّج في المعهد العالي للفنون المسرحية عام 1970، لكنه تأخّر في دخول الوسط الفني بسبب التحاقه بالخدمة العسكرية التي شارك خلالها في حرب أكتوبر، قبل أن يغادر مصر أربع سنوات للعمل، ويعود مطلع الثمانينيات ليبدأ مسيرته التمثيلية فعلياً.
خلال أكثر من أربعة عقود، شارك لطفي لبيب في أكثر من 100 فيلم سينمائي، وأكثر من 30 مسلسلاً تلفزيونياً، وتميّز بأداء أدوار الأب خفيف الظل، والمسؤول البيروقراطي، ورجل الدين، والفنان المثقف، بأسلوب يمزج بين الصدق والذكاء والكوميديا الهادئة.
ارتبط اسمه في الذاكرة المصرية بدوره الشهير في «السفارة في العمارة» (2005)، إلى جانب أدواره في «عسل أسود»، و«كده رضا»، و«جاءنا البيان التالي»، و«إتش دبور»، و«مرجان أحمد مرجان»، ومسلسل «عدلي علام»، وغيرها.
تميّز أيضاً بموقفه الداعم للممثلين الشباب، وشارك إلى جانبهم في أعمال عدّة، من دون أن يدّعي البطولة أو الصدارة، بل اكتفى بأن يكون «لركن الدافئ» في خلفية المشهد. وخاض أيضاً تجربة التأليف من خلال كتابه «الكتيبة 26» الذي وثّق فيه تجربته كمقاتل في الجيش المصري خلال حرب 1973.
كان ضدّ أي شكل من أشكال التطبيع مع الاحتلال الإسرائيلي، إذ رفض تكريماً من السفارة الإسرائيلية في القاهرة عقب تجسيده شخصية السفير الإسرائيلي في فيلم «السفارة في العمارة»، مؤكداً على أنّ مشاركته في حرب أكتوبر لا تسمح له بمثل هذا القبول، إلا أنه رفض المقارنة بين «طوفان الأقصى» و«حرب أكتوبر»، معتبراً الأولى «نكسة بكل المقاييس»، والثانية «نصراً عسكرياً صافياً».