مخاوف من تصاعد التوتر بين الهند وباكستان النوويتيْن
يتصاعد التوتر بين الهند وباكستان عقب هجوم مسلح على مجموعة من السيّاح في منتجع باهالغام الواقع في منطقة كشمير الخاضعة للإدارة الهندية، يوم الثلاثاء الماضي، حيث لقي 26 شخصاً مصرعهم وجُرح 17 آخرون.
إزاء ذلك، سارعت الحكومة الهندية إلى اتخاذ سلسلة من الإجراءات الحازمة ضدّ باكستان، شملت تعليق العمل بمعاهدة مياه نهر السند، وإغلاق المعبر الحدودي البري الرئيسي بين الجارتين، وخفض أعداد الديبلوماسيين، إضافة إلى ترحيل الباكستانيين المقيمين في الهند بحلول 29 نيسان.
وفي هذا السياق، أكد السفير الهندي لدى لبنان محمد نور رحمان شيخ لموقع «الأخبار» أنّ «الهجوم الإرهابي يحمل بصمات واضحة لجماعات تعمل انطلاقاً من الأراضي الباكستانية»، موضحاً أنه «جاء في أعقاب إجراء الانتخابات الناجحة في إقليم جامو وكشمير الاتحادي، وتقدمه نحو النمو الاقتصادي والتنمية»، لافتاً إلى أن الهدف هو «ضرب قطاع السياحة وترهيب السيّاح، إذ إنه حصل قبل أسابيع من موسم حج هندوسي كبير».
وفي ما يتعلق بآلية ضبط الأمن وسط مخاوف من فتنة بين الهنود والباكستانيين المقيمين في الهند، أشار رحمان شيخ إلى أنّ «لجنة الأمن الهندية طلبت من جميع القوات الحفاظ على اليقظة العالية»، مشدداً على أن السلطات الهندية «لن تمرر هذه الجريمة من دون رد حازم، سياسياً وأمنياً». وأضاف: «ستلجأ السلطات الهندية إلى تعزيز نفوذها العسكري في المناطق السياحية والمدنية، وسط تشدد أمني لمنع أي هجمات إرهابية في المستقبل».
ويُعد منتجع باهالغام الذي شهد الهجوم الأخير محطة رئيسية على طريق الحج الهندوسي إلى مغارة أمارناث.
ونقلت صحيفة «هندوستان تايمز» الهندية، في تقرير، يوم أمس، عن مسؤول معني بالاستخبارات في كشمير قوله إنّ «المحققين تمكنوا من تتبع الاتصالات الرقمية للمهاجمين إلى مواقع في مدينتي مظفر أباد وكاراشي الباكستانيتين».
ووفقاً للصحيفة نفسها، فقد كشفت وكالات الاستخبارات الهندية أن «وكالة المخابرات الباكستانية قدمت تفاصيل عن معسكرات قوات الأمن الهندية، وحركة قوافل الشرطة، والحواجز عبر تطبيق إلكتروني مخصص للإرهابيين المتسللين»، إضافة إلى أن «الإرهابيين يستخدمون أيضاً أجهزة اتصال لا سلكية مشفرة لها خوادم في باكستان».
من جهتها، نفت الحكومة الباكستانية، في بيان، أمس، أي علاقة لها بالحادث، واعتبرت أنّ الاتهامات الهندية «لا أساس لها من الصحة»، داعية إلى إجراء تحقيق دولي محايد وشامل.
واعتبرت باكستان أن «أي محاولة من الهند لوقف إمدادات المياه من نهر السند هو عمل حربي»، ملوّحةً بأن الرد سيكون «قوياً وقاسياً ومناسباً».
كما ألغت باكستان التأشيرات الصادرة لمواطنين هنود، وأغلقت مجالها الجوي أمام جميع شركات الطيران المملوكة للهند أو تلك التي تقوم بتشغيلها، إضافة إلى تعليق التجارة معها.
وفي هذا السياق، عبّر مصدر محلي في كشمير عن قلقه إزاء التطورات الأخيرة. وقال لموقع «الأخبار» إنّ «تزامن الهجوم المسلح مع اتخاذ البلدين النوويين إجراءات تصعيدية ضد بعضهما أمر خطير جداً».
ولفت المصدر إلى أن كشمير أصبحت «كمدينة أشباح في ظل إقفال معظم المحال التجارية، ونزوح عدد كبير من الأهالي تخوفاً من حرب عسكرية بين الهند وباكستان»، مطالباً، باسم أهالي المنطقة، المجتمع الدولي بـ«التحرك الفوري لمنع أي تصعيد محتمل».
يذكر أن إقليم كشمير، الذي يشهد منذ عقود نزاعاً مسلحاً بين الهند وباكستان، لا يزال نقطة توتر رئيسية بين الجارتين النوويتين، حيث خاض البلدان ثلاث حروب، منذ استقلالهما في عام 1947، كانت اثنتان منها بسبب هذا الإقليم.
صحيفة الأخبار