
تمثل الحمى القلاعية في سوريا، أبرز الأمراض الفيروسية شديدة العدوى التي تصيب قطعان الأبقار والجواميس والماعز والأغنام مهددة بنفوقها، كما أنها تؤثر سلباً على جودة منتجاتها، ما يعود بالخسائر على المربين.
ولمكافحة هذا المرض تبنت سوريا إستراتيجية وطنية عبر تنفيذ حملات تحصين وقائية مجانية، بهدف حماية الثروة الحيوانية وضمان سلامة الأمن الغذائي.
أطباء بيطريون أوضحوا لمراسل سانا، أن أبرز الأعراض الرئيسة للحمى القلاعية، هي الإصابة بارتفاع درجة الحرارة، وفقدان الشهية، والانخفاض في إنتاج الحليب، وقلاعاً في الفم واللسان واللثة وسقف الحلق، وإفراز كميات كبيرة من اللعاب من الفم وسوائل مخاطية من الأنف،
إضافة إلى تشكل حويصلات بالأنف والفم واللسان وبين الأظلاف ( الحوافر) وعلى الضرع، ما يسبب انخفاضاً حاداً في كمية وجودة الحليب المنتَج، محذرين من أن تفاقم حدة هذه الأعراض قد يؤدي للوفاة.
الإصابة البشرية ضعيفة
ووفق الأطباء، ينتشر فيروس الحمى القلاعية بين الحيوانات عبر الإفرازات والسوائل المطروحة من أجسامها، ويُعدّ الفم والأنف المصدرين الرئيسيين للعدوى، ويمكن أن تنتقل الإصابة نتيجة الاحتكاك المباشر أو غير المباشر بالحيوانات المريضة، فيما تلعب وسائل النقل والأدوات الملوثة دوراً إضافياً في نقل الفيروس.
وأشاروا إلى أن نسبة الإصابة البشرية بالحمى القلاعية نادرة جداً، لأن هذا الفيروس يتأثر بالأحماض (الحمض المعدي)،
موضحين أهمية الالتزام بالإجراءات الوقائية عند التعامل مع الحيوانات المصابة بالمرض، وضرورة غلي أو بسترة الحليب قبل الاستهلاك لضمان السلامة، وطهي اللحوم جيداً على درجات حرارة مرتفعة لضمان القضاء على الفيروس.
وأشار الطبيب إبراهيم سيف الدين إلى أن فترة حضانة الفيروس قبل ظهور الأعراض تمتد تقريباً حتى 14 يوماً، ولذلك يفرز في لبن الأم المصابة قبل ظهور هذه الأعراض عليها بنحو 33 ساعة، مبيناً أن الرضاعة الطبيعية للعجول في هذه الفترة تعد مميتة.
الكشف المبكر والالتزام باللقاحات
وأكد سيف الدين أهمية الكشف المبكر، والفحص البيطري المنتظم، والالتزام باللقاحات المناسبة الوقائية للحد من انتشار المرض وحماية الثروة الحيوانية،
مشيراً إلى أن حملات التحصين الوقائية التي تجريها وزارة الزراعة تسهم في مكافحة الأمراض الوبائية.
معالجة وقائية
ولفت الأطباء إلى أهمية إجراء الفحوصات المخبرية اللازمة لكل الحيوانات المستوردة، والتأكد من تعقيمها قبل إدخالها إلى الحظائر المحلية،
ووضع الحيوانات المصابة والمخالطة تحت الحجر البيطري لمدة 21 يوماً بعد تعافي آخر حالة، منعاً لانتشار العدوى داخل الحظائر، وكذلك عدم إدخال أي حيوانات جديدة إلى حظائر سبق تسجيل إصابات فيها إلا بعد إخلائها وتنظيفها.
حملات مستمرة
ومنذ بداية العام انطلقت في عدد من المحافظات السورية سلسلة حملات وقائية تهدف إلى تحصين القطعان، في إطار الخطة الوقائية لوزارة الزراعة للحد من انتشار الأمراض الوبائية وحماية الثروة الحيوانية،
وكان آخرها إطلاق الهيئة العامة لإدارة وتطوير الغاب بمحافظة حماة، حملة تحصين شاملة تستهدف تلقيح 15425 رأساً من الأبقار والجواميس، ومواصلة حملة مديرية الزراعة بدمشق وريفها في تقديم اللقاحات، مستهدفة نحو 125 ألف رأس من الأبقار.













