اقتصاد

41 مليار دولار ربحاً متوقعاً لشركات الطيران العالمية خلال 2026

توقع الاتحاد الدولي للنقل الجوي «إياتا»، أن تحقق شركات الطيران العالمية صافي ربح قياسي يبلغ 41 مليار دولار خلال العام المقبل، بدعم من زيادة حركة السفر وتحسن الظروف الاقتصادية.

وقال الاتحاد في تقرير صدر الثلاثاء، إن صافي الربح سيرتفع بنسبة 4% خلال العام المقبل مقارنة بـ39.5 مليار دولار مقدرة هذا العام، مع توقعات بنقل 5.2 مليارات مسافر في 2026.

ورغم مواجهة كل من «إيرباص» و«بوينج» -الشركتين الرائدتين عالمياً في صناعة الطائرات- تأخيرات في تسليم الطائرات لعملائهما في السنوات الأخيرة، إلا أن الاتحاد أبدى تفاؤلاً بالعام المقبل.

حيث قال المدير العام للمنظمة «ويلي والش» في البيان، إن شركات الطيران تمكنت خلال السنوات الأخيرة من تعزيز مرونتها التشغيلية والمالية، ما يسمح لها بالحفاظ على ربحية مستقرة رغم التقلبات.

وأضاف والش: «لقد نجحت شركات الطيران في بناء مرونة في أعمالها تُمكّنها من امتصاص الصدمات، مما يُحقق ربحية مستقرة».

تراجع الثقة في إيرباص
أكد والش أن الثقة في إيرباص قد تراجعت، بينما تحسن أداء بوينغ، في ظل استمرار مشاكل سلسلة التوريد.

في وقت سابق من هذا الشهر، اضطرت شركة صناعة الطائرات الأوروبية إلى خفض أهداف التسليم عندما ظهرت عيوب في بعض ألواح هيكل الطائرة، بعد أيام من استدعاء 6000 طائرة من سلسلة A320 بسبب خلل برمجي مرتبط بالإشعاع الكوني.

أعتقد أننا نشهد تحولاً ملحوظاً، حيث يُعترف عموماً بأن أداء بوينغ قد تحسن بشكل ملحوظ. ازدادت ثقة الناس بوينغ في الوفاء بالتزاماتها، بينما نرى تراجعاً في ثقة الناس بإيرباص، كما صرّح والش.

وأضاف: «إنه أمر مخيب للآمال بالنسبة للقطاع، لأن عدد الطائرات الجديدة التي سيتم تسليمها سيكون أقل مما كان متوقعاً».

خفّضت إيرباص هدفها بنسبة 4%، وأكدت أن عمليات التسليم قد تباطأت بالفعل في نوفمبر، بعد أسابيع من تجاوز سلسلة طائرات A320، بما في ذلك طائرة A321 الأكثر مبيعاً، طائرة بوينغ 737 ماكس التي واجهت مشاكل مؤخراً، لتصبح أكثر طائرات الركاب تسليماً في التاريخ.

نمو وقود الطائرات المستدام
ومن جهة أخرى صرّح الاتحاد الدولي للنقل الجوي (IATA) اليوم الثلاثاء بأن قطاع الطيران العالمي من المرجح ألا يحقق أهدافه المتعلقة باستخدام وقود الطائرات المستدام في السنوات المقبلة، مُلقياً باللوم على منتجي الوقود والجهات التنظيمية في هذا التقدم «المخيب للآمال».

يمكن لوقود الطائرات المستدام (SAF)، المصنوع بشكل أساسي من النفايات أو زيت الطهي المُستعمل، أن يُقلل الانبعاثات بشكل كبير مُقارنةً بوقود الطائرات التقليدي. ومع ذلك، يظل أغلى من الوقود التقليدي بما يتراوح بين مرتين وخمس مرات.

تتوقع إياتا توفر 2.4 مليون طن متري من وقود الطائرات المستدام (SAF) في عام 2026، وهو ما يُغطي 0.8% فقط من إجمالي استهلاك الوقود.

هذا يعني أن نمو قطاع وقود الطائرات المستدام قد تباطأ، حيث تضاعف نمو الإنتاج بين عامي 2024 و2025، ولكن من المرجح ألا ينمو سوى 0.5 مليون طن متري بين عامي 2025 و2026، وفقاً لإياتا.

التزم قطاع الطيران الأوسع في عام 2021 بتحقيق صافي انبعاثات صفري بحلول عام 2050، معتمداً بشكل كبير على التحول التدريجي إلى وقود الطائرات المستدام.

وصرح ويلي والش، المدير العام للمجموعة التجارية، للصحفيين: «لا نرى إنتاج وقود الطائرات المستدام بالكميات التي كنا نأملها ونتوقعها. هذا أمر مخيب للآمال». وكان قد حذر سابقاً من أن هدف صافي انبعاثات صفري لعام 2050 قد يكون في خطر.

يمثل وقود الطائرات المستدام حوالي 0.3% من استخدام وقود الطائرات في العالم، ومن المتوقع أن يصل إلى 0.7% فقط بحلول عام 2025، وفقاً لبيانات إياتا. يقول الخبراء إن الإنتاج بحاجة إلى النمو السريع ليتمكن القطاع من تحقيق أهدافه المتعلقة بالانبعاثات.

لطالما أعلنت شركات الطيران استعدادها لشراء جميع وقود الطائرات المستدام (SAF) المتوفر، لكنها تتهم منتجي وقود الطائرات بتضخيم الأسعار بشكل مصطنع وعدم إنتاج ما يكفي من الوقود الصديق للبيئة.

وقال والش: «المسألة ليست مسألة سعر، بل مسألة توافر، وهم ببساطة غير قادرين على الحصول على وقود الطائرات المستدام الذي يحتاجونه لتحقيق الطموح الذي عبّروا عنه».

وأضافت ماري أوينز تومسن، كبيرة الاقتصاديين في الاتحاد الدولي للنقل الجوي (IATA)، أن اللوائح التنظيمية التي أقرها الاتحاد الأوروبي وبريطانيا شجعت منتجي الوقود على رفع أسعار وقود الطائرات المستدام بشكل أكبر، وأضاف والش أن هذه الممارسة تُعتبر مرادفة للتلاعب بالأسعار.

رويترز

زر الذهاب إلى الأعلى