محليات

ما السر وراء إقبال الحلبيين على متاجر “الدولار الواحد”؟

برزت متاجر “الدولار الواحد” في مدينة حلب كحل عملي وذكي للأسر في مواجهة أزمة الغلاء المعيشي، ليتحول التسوق فيها من مجرد حاجة إلى تجربة يومية تجمع بين تلبية الاحتياجات الأساسية وشعور الاكتشاف والرضا.

وتوفر هذه المتاجر، التي انتشرت بعد تحرير المدينة، تشكيلة غنية ومتنوعة من المنتجات تشمل الأدوات المنزلية والألعاب والقرطاسية والمنظفات وقطع المطبخ، مما يمكن الزبون من الخروج بحقيبة مليئة مقابل بضعة دولارات فقط، وفق مبدأ “تسوّق كثير… ادفع أقل”.

ورصدت عدسة “الجماهير” إقبالاً لافتاً ومستمراً في أحد أكبر فروع هذه المتاجر، حيث توافد زبائن من مختلف الأعمار والفئات الاجتماعية، يحملون أكياسهم المملوءة بمنتجات اشتروها بدولارات معدودة.

-وراء الكواليس: إنتاج محلي وتسويق ذكي

أوضح محمد رجب، مدير التسويق في أحد المتاجر، أن الفكرة تنتشر تماشياً مع النموذج العالمي، مشيراً إلى أن “السر في الأرباح رغم انخفاض الأسعار هو الكثرة لا القلة”.

وأضاف: “نوفر منتجات متنوعة، بعضها من إنتاج معاملنا في الشيخ نجار، وأخرى محلية أو مستوردة، والهدف أن نخدم الجميع من الغني إلى محدود الدخل والفقير”.

ولفت رجب إلى أن هذه المتاجر تساهم في تأمين فرص عمل للشباب، مع خطط دائمة للتوسع، مبيناً أنه “ومع استقرار الوضع الاقتصادي يتم التداول بالليرة السورية بدلاً من الدولار، مما يعزز الطابع المحلي والاستدامة”.

-قصص الزبائن: بين الحاجة والفضول

كشفت آراء الزبائن عن الأبعاد الاجتماعية والاقتصادية للظاهرة. فقالت أم محمد: “طالما هذه المحلات موجودة، سنظل قادرين على شراء ما نحتاجه ولو بالحد الأدنى”.

بينما جذبت التنوع والجودة أم شهاب، التي قالت: “الأسعار أقل من الأسواق، وجودة مقبولة”.

من جهته، اعترف خالد، وهو طالب جامعي، بأن دخوله المتجر “قد يبدأ بدافع الفضول، لكنه غالبًا ما يخرج حاملاً منتجات لم يكن يخطط لشرائها، وهذا جزء من سحر هذه الفكرة”.

فيما رأت فيها ماسة “فرصة ممتازة للمقبلين على الزواج لتجهيز منازلهم بأدوات منزلية بأسعار معقولة”.

وعبّر الطفل سامي (10 سنوات) عن سعادته بقوله: “أشتري من هنا ألعاباً وقرطاسية للمدرسة، وهي مناسبة لي ولأهلي”.

-أكثر من مجرد متاجر

في الختام، لم تعد متاجر “الدولار الواحد” مجرد فكرة تجارية، بل تحولت إلى شريان حياة للكثيرين في ظل واقع معيشي ضاغط.

إنها لا توفر منتجات بأسعار رمزية فحسب، بل تمنح الناس شعوراً بالقدرة على تلبية احتياجاتهم والحفاظ على كرامة العيش بأبسط الوسائل، لتكون شاهداً على إرادة الناس بالتكيّف والسعي المستمر للحياة.

الجماهير- عتاب ضويحي

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى