واشنطن تعتزم وقف مساعدتها العسكرية لدول أوروبا الشرقية

تعتزم واشنطن وقف المساعدة العسكرية التي تقدمها منذ زمن طويل للدول الأوروبية القريبة جغرافيا من روسيا، في ظل ضغوط يمارسها الرئيس الأميركي دونالد ترامب على أوروبا لتحمّل مزيد من المسؤولية في الدفاع عن نفسها، حسبما أكّد الجمعة مسؤول في ليتوانيا المعنية بالقرار.

والأسبوع الماضي، “أبلغت وزارة الدفاع الأميركية البلدان المعنية بأنه اعتبارا من الفترة المالية المقبلة، سيصبح التمويل معدوما”، بحسب ما قال مدير السياسة الدفاعية في وزارة الدفاع في ليتوانيا فايدوتاس أوربيليس للصحافيين.

ويأتي هذا القرار في خضمّ الجهود التي يبذلها دونالد ترامب لإنهاء الحرب في أوكرانيا الذي بدأ قبل ثلاث سنوات ونصف سنة.

ويدفع ترامب منذ عودته إلى البيت الأبيض في يناير نحو تسوية تنهي الحرب في أوكرانيا، من دون أن ينجح في تحقيق نتيجة.

وأكّد المسؤول الليتواني تقارير أوردتها صحيفتا “واشنطن بوست” و”فايننشال تايمز” نقلا عن مسؤولين لم يكشفوا هوياتهم قالوا إن هذه الخطوة تندرج في سياق الجهود التي تبذلها إدارة ترامب لخفض النفقات في الخارج.

والأسبوع الماضي، أبلغ مسؤولون أميركيون دبلوماسيين أوروبيين بقرار وقف التمويل الأميركي لبرامج تدريب جيوش دول من أوروبا الشرقية وتجهيزها، حسبما نقلت صحيفة “فايننشال تايمز”.

ووفقا لصحيفة “واشنطن بوست”، تصل قيمة هذه المساعدات إلى مئات ملايين الدولارات.

وفي حالة ليتوانيا، من شأن القرار أن يؤثّر على “مشتريات الأسلحة الأميركية وغيرها من التجهيزات ودورات التدريب”، بحسب أوربيليس.

وأشار المسؤول الليتواني إلى أن القرار “لن يؤثّر على القوّات الأميركية في المنطقة” التي تموّل عبر باب منفصل من أبواب الميزانية الأميركية.

ولم يؤكد مسؤول في البيت الأبيض اشترط عدم الكشف عن هويته تفاصيل هذا القرار، لكنه أوضح أن الخطوة “تم التنسيق بشأنها مع الدول الأوروبية عملا” بمرسوم وقعه ترامب في يناير حول إعادة تقييم المساعدات الخارجية الأميركية و”تماشيا مع نهج الرئيس الساعي إلى دفع أوروبا لتحمّل مزيد من المسؤولية في الدفاع عن نفسها”.

ولا يخفي ترامب تشكيكه في جدوى الإنفاق الدفاعي الأميركي في أوروبا والمساعدة المقدّمة لأوكرانيا، ما دفع البعض من أقرب حلفاء واشنطن إلى الاضطلاع بدور أكبر على الصعيدين.

وأوضح المسؤول الليتواني في وزارة الدفاع أن الإنفاق الأميركي على تجهيز الجيش في بلده وتدريبه يشكّل ما بين 30 و80 % من إجمالي المساعدات العسكرية الممنوحة للبلد.

واعتبر وزير دفاع إستونيا هانو بيفكور من جهته في تصريح أن القرار الأميركي هو “رمزي خصوصا، بطريقة سلبية”.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *