
أطلق تطبيق «واتساب»، المملوك لشركة «ميتا»، تحديثاً جديداً يهدف إلى تعزيز خصوصية المستخدمين عبر ميزة تُعرف باسم «خصوصية الدردشة المتقدّمة». وتُعدّ هذه الميزة واحدة من أبرز أدوات الأمان التي يقدّمها التطبيق حتى الآن، إذ تمنع المستخدمين الآخرين من تصدير المحادثات أو تنزيل الوسائط المشتركة دون إذن مسبق.
وبحسب ما أعلنته الشركة، فإنّ الميزة الجديدة ستُتاح تدريجيًا لجميع المستخدمين خلال الأشهر المقبلة، وتشمل كلاً من المحادثات الفردية والجماعية. وتهدف إلى طمأنة المستخدمين، الذين يُقدّر عددهم بنحو 3 مليارات شخص حول العالم، بأن «لا أحد يمكنه إخراج ما يُقال داخل المحادثات إلى خارجها»، وفقًا لبيان رسمي من «واتساب».
وتعتمد هذه الميزة الجديدة على بنية الخصوصية الراسخة في التطبيق، والتي تتضمّن التشفير من طرف إلى طرف، ولكنها تمثّل تطوراً إضافياً في مساعي «واتساب» إلى تقديم أدوات أكثر تقدّماً لحماية بيانات المستخدمين، لا سيما في المحادثات الحساسة أو في المجموعات التي لا يعرف فيها جميع الأعضاء بعضهم بعضاً بشكل شخصي.
تفعيل الميزة
يمكن تفعيل إعداد «خصوصية الدردشة المتقدّمة» عبر الدخول إلى المحادثة المطلوبة، ثم النقر على اسم الدردشة، ثم اختيار «خصوصية الدردشة المتقدّمة» من الإعدادات. ويمنع هذا الخيار تصدير المحادثات، كما يوقف التنزيل التلقائي للصور ومقاطع الفيديو والملفات الأخرى التي يتمّ مشاركتها داخل الدردشة.
مخاوف موازية حول الخصوصية والذكاء الاصطناعي
يأتي هذا التحديث بعد أسابيع قليلة من إطلاق «واتساب» أداة ذكاء اصطناعي جديدة مثيرة للجدل، ظهرت على شكل دائرة متعددة الألوان ضمن واجهة التطبيق. وبحسب الشركة، تهدف الأداة إلى «الإجابة عن الأسئلة، أو التعليم، أو المساعدة في توليد الأفكار»، وتؤكّد أنها «اختيارية بالكامل».
لكن، ورغم أن «واتساب» أوضح أن الأداة لا تصل إلى المحادثات الخاصة، بل تتفاعل فقط مع الرسائل الموجّهة إليها مباشرة، إلا أنّ عدم وجود خيار لإزالتها أثار مخاوف لدى المدافعين عن الخصوصية، الذين أبدوا قلقهم من إمكانية استخدامها في جمع بيانات المستخدمين لتدريب نماذج الذكاء الاصطناعي التابعة لشركة «ميتا».
وقد علّق مكتب مفوّض المعلومات على هذه المخاوف، مشيرًا إلى أن المؤسسات التي تستخدم البيانات الشخصية لتطوير نماذج الذكاء الاصطناعي يجب أن تلتزم بكامل واجباتها القانونية في مجال حماية البيانات، خاصةً في ما يتعلّق ببيانات الأطفال.
رسالة واتساب إلى المستخدمين
وفي منشور عبر مدونة الشركة، كتب «واتساب»: «أصبحت مجموعات «واتساب» امتداداً لشبكاتنا في العالم الحقيقي، وبعضها أقرب بكثير من غيرها. نعتقد أنه من الأفضل استخدام ميزة «خصوصية الدردشة المتقدّمة» عند الحديث في مجموعات تتناول مواضيع حسّاسة، مثل تحدّيات صحية ضمن مجموعات الدعم، أو تنظيم قضايا مجتمعية مهمّة».
عبر هذه الخطوة، تسعى «واتساب» إلى إعادة تأكيد التزامها بحماية خصوصية المستخدمين، في وقت تزداد فيه التحدّيات المتعلقة بالبيانات الرقمية والذكاء الاصطناعي.