
تُعد حديقة السبكي واحدة من أقدم وأجمل الحدائق العامة في مدينة دمشق، حيث تتناغم فيها الخضرة والهدوء، لتشكل واحة طبيعية تمنح الزوار لحظات من الراحة والسكينة وسط صخب الحياة اليومية.
وتُشكل الحديقة مكاناً مناسباً للنزهات العائلية، المشي، القراءة، والتأمل، حيث يمكن لزوارها من مختلف الأعمار أن يعيشوا تجربة تفاعلية مع الطبيعة، ويحتفظوا باللحظات الجميلة في ذاكرتهم، كما تعتبر ملتقى ثقافياً واجتماعياً، كونها تستضيف أحياناً فعاليات ثقافية.
الموقع والتسمية والتاريخ
بيّن الباحث في الدراسات العربية والإسلامية عماد الأرمشي لمراسلة سانا، أن الحديقة تقع في حي السبكي، يحدّها من الشمال حي الروضة، ومن الشرق جادة عرنوس، ومن الجنوب حي الشعلان والحبوبي، ومن الغرب حي أبو رمانة.
وتتميّز الحديقة بتصميمها الهندسي وتنسيقها الزراعي المتميز، إذ تضم مسطحات خضراء واسعة وبحيرة صغيرة للبط في وسطها، ما أكسبها بين الأهالي اسم “حديقة البط”، كما تحوي أشجاراً يزيد عمر بعضها على سبعين عاماً منذ تأسيس الحديقة في أواخر الأربعينيات من القرن الماضي، وفق الأرمشي.
وأشار الأرمشي إلى أن الاسم الرسمي للحديقة هو “حديقة زنوبيا”، تكريماً للملكة التدمرية زنوبيا، إلا أن الاسم الشائع بين السكان هو “حديقة السبكي”، وقد أُنشئت عام 1947 باسم حديقة الأطفال قبل أن يُطلق عليها لاحقاً اسم زنوبيا.
الحديقة ملاذ للفرح والطمأنينة
تقول زينب يوسف، وهي أم لطفلة صغيرة: “اعتدت ارتياد الحديقة بشكل دوري، لا لأجل الراحة لنفسي فحسب، بل لأمنح صغيرتي فسحة من الفرح واللعب في أحضان الطبيعة، يكفيني أن أراها سعيدة في هذه الأجواء اللطيفة، فهذا يمنحني طمأنينة لا تُشترى”.
فسحة هادئة للطلاب
ويجد أحمد، طالب الثانوية العامة، في الحديقة ملاذاً صغيراً يهرب فيه من ضغوط الدراسة ويومه المزدحم، حيث قال: “أحب زيارة الحديقة، أجلس تحت ظل الأشجار، أترك لعيني حرية التجوال في الخضرة، ولأفكاري أن تهدأ وتتنفس”.
نبض الطبيعة وروح دمشق
في دمشق، أقدم عاصمة مأهولة بالتاريخ، تعكس الحدائق العامة روح المدينة، وتمنح زوارها لحظات من الراحة والسكينة.
وحديقة السبكي ليست مجرد مساحة خضراء، بل معلم نابض بالحياة، يجمع بين الجمال الطبيعي والبعد التاريخي، ويجسد العلاقة بين الإنسان والطبيعة في قلب العاصمة.













