من خيام على ركام بيوتهم.. أهالي كفرنبودة يبدؤون استعادة الحياة

استقبل أهالي بلدة كفرنبودة في ريف حماة الشمالي لحظة التحرير من النظام البائد بفرح كبير، لأنها أعادت إليهم الأمل بالعودة إلى منازلهم التي هجروا منها قسراً لسنوات، غير أن الواقع قاسٍ، حيث اصطدموا بحجم الدمار الهائل الذي طال المنازل والبنى التحتية.

ضعف إمكانيات الأهالي وعدم قدرتهم على الترميم وإعادة البناء لم تقف عائقا أمامهم حيث نصبوا فوق ركام بيوتهم خياماً بدؤوا منها رحلة استعادة الحياة.

رئيس بلدية كفرنبودة جمال المصري أشار في تصريح لمراسل سانا إلى أن عدد الأسر العائدة إلى البلدة منذ التحرير بلغ نحو 2300 أسرة، وهي نسبة محدودة مقارنة بعدد سكان البلدة قبل الثورة، مبيناً أن 70 % من المنازل مهدمة كلياً، و15 % متضررة بشكل كبير، و10 % متوسطة الضرر و5% فقط خفيفة الأضرار.

خدمات متواضعة

ولفت المصري إلى ضعف الخدمات، حيث لا يوجد سوى بئر مياه وحيدة تعمل بالطاقة الشمسية، أما بقية الآبار فهي خارج الخدمة، كما لا يستفيد من الكهرباء سوى عدد قليل من العائلات في الحي الغربي، إضافة إلى وجود مدرسة واحدة فقط في الخدمة من أصل عشر مدارس.

وعلى الصعيد الرزاعي، بين المصري أن الواقع صعب بسبب موجة الجفاف وسرقة النظام البائد الآبار الارتوازية في البلدة، مشيراً إلى أن عودة الأهالي من مخيمات الشمال إلى البلدة متوسطة بشكل عام بسبب الدمار الهائل في البيوت وتراكم الأنقاض، رغم انطلاق حملة لإزالة الركام وترحيل الأتربة.

وكان محافظ حماة عبد الرحمن السهيان أكد خلال جولة تفقدية في البلدة أواخر الشهر الفائت، استمرار الحكومة السورية في دعم المناطق المتضررة، معلناً عن سلسلة إجراءات خدمية تشمل ترميم مدرسة، وإصلاح بئر مياه، وصيانة أحد المساجد، في خطوة تهدف لتحسين الواقع المعيشي والخدمي فيها.

وتقع كفرنبودة شمال غرب مركز محافظة حماة، على بعد نحو 50 كيلومتراً، وقد تعرضت خلال السنوات الأولى للثورة السورية إلى قصف جوي ومدفعي من قوات النظام البائد ما خلف حركة نزوح كبيرة، ودماراً واسعاً، وبعد التحرير تشهد عودة تدريجية للأهالي.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى