محليات

من الحبات إلى الموائد.. رحلة صناعة دبس الرمان في ريف حماة

مع أول أيام موسم الرمان في شهر تشرين الأول، تتحول الحقول والبساتين في قرى ريف حماة الغربي إلى فضاءات من العمل والفرح العائلي

حيث يمتزج جهد اليدين برائحة الثمار الناضجة، لتبدأ رحلة تحويل حبات الرمان الحمراء إلى دبس غني بالنكهة ومليء بالذكريات، رحلة تجمع بين الحرفة والمذاق الأصيل.

الأسرار التقليدية لجودة الدبس

تقول فاتن محمد “ربة منزل” لمراسلة سانا: “في كل موسم، تشارك العائلة بأكملها في صناعة دبس الرمان حيث تبدأ بقطف الثمار وفرزها

ثم تأتي مرحلة فرط الحبات ليُنقى من الشوائب وبقايا القشور، ثم يُعصر، ويُصفى جيداً قبل غليه على نار معتدلة، حتى يتحول إلى قوام كثيف بلون بني غامق، يمتاز بمذاق لا يقاوم”.

بدورها، أكدت سهام محمود 62 عاماً أن السر وراء جودة الدبس يكمن في التفاصيل الدقيقة والتقنيات التقليدية: “مراقبة الغليان، والتحريك المستمر، وإزالة الرغوة، كلها خطوات حاسمة لضمان مذاق غني ومتوازن بين الحلاوة والحموضة، بعيداً عن أي مرارة غير مرغوبة”.

مشروع صغير ينبض بالحياة الاقتصادية

من جهته، أوضح أحمد حسين الذي امتهن صناعة دبس الرمان وتسويقه لأكثر من ثلاثين عاماً بريف حماة أن صناعة دبس الرمان بالنسبة لبعض الأسر، ليست مجرد تقليد منزلي، بل مشروع صغير ينبض بالحياة الاقتصادية،

مضيفاً: “نحن نبيع الدبس والمنتجات الريفية المصاحبة في المعارض والأسواق المحلية، ليصبح مصدر دخل إضافي يسهم في دعم الأسرة مع الحفاظ على أصالة المنتج”.

نكهة طبيعية وفوائد صحية

وحول فوائد دبس الرمان، نصحت خبيرة التغذية منال اليونس بتناوله بانتظام لما له من قيمة غذائية عالية، قائلة: “دبس الرمان غني بالفيتامينات ومضادات الأكسدة،

ويسهم في تعزيز صحة القلب والهضم وتقوية المناعة، كما أن إدراجه في النظام الغذائي اليومي يضفي نكهة طبيعية ويعزز الصحة في الوقت نفسه”.

وتظل صناعة دبس الرمان أكثر من مجرد إعداد منتج غذائي، فهي رحلة تمتاز بالحرفية، تجمع بين العمل العائلي، المذاق الأصيل، والفرص الاقتصادية الصغيرة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى