
حُذِّر سكان مدينة نيويورك الأميركية من حالة إصابة محلية بفيروس «شيكونغونيا»، وهي الأولى من نوعها التي يُبلَّغ عنها في الولايات المتحدة منذ 6 سنوات.
أعلنت وزارة الصحة في نيويورك، يوم الثلاثاء، أن الفحوص المخبرية أكدت وجود الحالة في مقاطعة ناسو بلونغ آيلاند، وفقاً لصحيفة «إندبندنت».
هذه أول حالة إصابة محلية بفيروس «شيكونغونيا» يُبلَّغ عنها في ولاية نيويورك. ولم تُبلَّغ عن أي حالات مكتسبة محلياً في الولايات المتحدة منذ عام 2019.
كما سُجِّلت زيادة في حالات الإصابة في جميع أنحاء أوروبا هذا العام. فمنذ بداية عام 2025، سجّلت فرنسا 700 حالة إصابة بداء «شيكونغونيا»، بينما أبلغت إيطاليا عن 353 حالة، وفقاً لـ«المركز الأوروبي للوقاية من الأمراض ومكافحتها».
وأفادت وكالة الأمن الصحي البريطانية في أغسطس (آب) بأنه تم الإبلاغ عن نحو 73 حالة في المملكة المتحدة بين يناير (كانون الثاني) ويونيو (حزيران) من هذا العام، مقارنةً بـ27 حالة خلال الفترة نفسها من عام 2024.
ما هو داء «شيكونغونيا»؟ وكيف ينتشر؟
فيروس «شيكونغونيا» عبارة عن مرض ينتقل عن طريق البعوض، ويوجد في المناطق الاستوائية وشبه الاستوائية.
ينتقل هذا المرض إلى البشر عن طريق لدغة بعوضة مصابة، ولا ينتقل من إنسان إلى آخر.
سُجِّلت حالات في الأميركتين وأفريقيا وآسيا وأوروبا. وسُجِّلَ أكبر عدد من الحالات في البرازيل عام 2025، تليها بوليفيا والأرجنتين وبيرو.
بلغ إجمالي عدد حالات الإصابة بالمرض نحو 317 ألف حالة، و135 حالة وفاة مرتبطة بها في 16 دولة أو منطقة منذ بداية العام.
شهدت جزيرتا لا ريونيون ومايوت، وهما جزيرتان فرنسيتان قبالة الساحل الشرقي لأفريقيا، تفشياً لحمّى «شيكونغونيا»، حيث سجَّلت الأولى 54 ألفاً و550 حالة حتى أكتوبر (تشرين الأول) 2025.
وحتى بداية أغسطس 2025، تم الإبلاغ عن أكثر من ألف و40 حالة في دول آسيوية مثل الهند وسريلانكا وباكستان والصين.
كما تم الإبلاغ عن حالات في موريشيوس والسنغال وكينيا، بينما شخّصت دول أوروبية حالات وافدة من مدغشقر وسيشل.
ربط «المركز الأوروبي للوقاية من الأمراض ومكافحتها (ECDC)» انتقال فيروسَي حمَى الضنك و«شيكونغونيا» في أوروبا القارية بالمسافرين الذين أُصيبوا بالفيروس خارج المنطقة، ثم سافروا عن غير قصد مع بعوض مصاب.
ما الأعراض؟
تعود كلمة «شيكونغونيا» إلى كلمة استخدمها شعب الماكوندي في تنزانيا، حيث اكتُشف المرض لأول مرة في خمسينات القرن الماضي. وتعني «الذي ينحني»، وتصف الوضعية الملتوية للأشخاص المصابين الذين يعانون من آلام شديدة في المفاصل.
إلى جانب آلام المفاصل، قد يعاني المصابون أيضاً من ظهور مفاجئ للحمّى، وتورم المفاصل، وآلام العضلات، والصداع، والغثيان، والتعب، والطفح الجلدي.
قد يكون ألم المفاصل مُنهكاً، وعادةً ما يستمر لبضعة أيام، ولكن من المعروف أنه يستمر لأسابيع أو لأشهر أو حتى سنوات.
إذا لم يُعانِ الشخص المصاب من ألم في المفاصل، فستكون الأعراض خفيفة وقد لا تُشخَّص على أنها «شيكونغونيا».
يتعافى معظم المصابين تماماً من العدوى. سُجِّلت بعض الحالات العرضية لمضاعفات في العين والقلب والأعصاب، بينما يكون حديثو الولادة وكبار السن الذين يعانون من حالات طبية كامنة أكثر عرضة للإصابة بأمراض خطيرة.
يجب إدخال المرضى المصابين بأمراض خطيرة إلى المستشفى خوفاً من تلف الأعضاء أو الوفاة.
بمجرد تعافي الشخص من «شيكونغونيا»، من المرجح أن يكون محصناً ضد العدوى في المستقبل.









