
تشهد أسواق القرطاسية في دمشق حركة شرائية نشطة، مع بدء العام الدراسي الجديد حيث يحرص الأهالي على تأمين مستلزمات أبنائهم، من دفاتر وحقائب وأدوات مدرسية، وسط تفاوت ملحوظ في الأسعار، وتنوع كبير في المعروض، بين المنتجات المحلية والمستوردة.
وخلال جولة لمراسل سانا في عدد من المكتبات والمحال المتخصصة في سوق الحلبوني ومحيطه، لوحظ إقبال متفاوت من المواطنين على شراء الحاجيات الأساسية من القرطاسية،
بينما عبر العديد من الأهالي عن رغبتهم في الحصول على أسعار مناسبة وجودة مقبولة، تتماشى مع إمكانياتهم المادية وظروفهم الاقتصادية الراهنة.
طلب على الدفاتر العادية والسلكية
أشار فارس عابدين، صاحب إحدى المكتبات، إلى أن أكثر ما يطلبه الزبائن حالياً هو الدفاتر العادية والسلكية، موضحاً أن الأسعار تختلف حسب الحجم وعدد الصفحات، حيث تتراوح بين 2500 و9000 ليرة سورية للدفتر الواحد، مع ازدياد الطلب على الدفاتر السلكية ذات الغلاف المقوّى والمزيّنة برسومات ملونة.
وفيما يخص الحقائب المدرسية، أوضح عدنان وردة أن الخيارات المتوافرة متعددة وتلبي مختلف الأذواق، حيث يتراوح سعر الحقيبة ثلاثية القطع نحو 200 ألف ليرة، بينما يبلغ سعر الحقيبة الجرّارة الكبيرة المزودة بعجلات ومقبض نحو 150 ألف ليرة.
كما تتوافر حقائب برسومات كرتونية بسعر 90 ألف ليرة، إلى جانب الحقائب القماشية بسعر 125 ألف ليرة، وحقائب “سويس” ذات الجودة العالية التي تُباع بسعر 200 ألف ليرة سورية.
الشراء حسب الحاجة فقط
المواطنة هالة درويش، أم لطفلين في المرحلة الابتدائية، أوضحت لمراسل سانا أنها اختارت شراء الدفاتر العادية، نظراً لانخفاض أسعارها،
وأضافت: “نشتري حسب الحاجة فقط، فالأسعار مرتفعة ولا يمكن تغطية جميع الطلبات دفعة واحدة”، لافتةً إلى أن الأسعار انخفضت عن العام الماضي، إلا أن دخل زوجها لا يسمح بتلبية كامل احتياجات طفليها المدرسية.
من جهتها، أكدت سهام صادقة، أم لثلاثة أطفال، أنها تسعى للتوفيق بين السعر والجودة عند اختيار المستلزمات الدراسية، وتابعت: “نركّز حالياً على شراء الحاجيات الضرورية، والباقي نؤمّنه تدريجياً”،
لافتة إلى أن الوضع الاقتصادي يفرض على الأهالي البحث عن خيارات أكثر عملية، معتبرةً أن التخفيضات والعروض المؤقتة تسهم، ولو جزئياً، في تخفيف العبء عن الأسر.
عوامل متشابكة متعلقة بالعرض والطلب
وأوضح نائب رئيس مجلس إدارة جمعية العلوم الاقتصادية السورية محمد حلاق في تصريح لـ سانا أن حركة الأسعار في السوق المحلية تخضع لعوامل متشابكة تتعلق بالعرض والطلب وسعر الصرف وطبيعة السلع،
مشيراً إلى أن بعض المواد المستوردة ارتفعت أسعارها نتيجة تقلبات سعر الصرف الذي زاد بنحو 15 بالمئة خلال الشهرين الماضيين، أو بسبب ارتفاع أسعار بلد المنشأ.
في المقابل، بقيت أسعار المواد الغذائية الأساسية مستقرة نسبياً، نتيجة وفرة البضائع وضعف القدرة الشرائية، ما حدّ من إمكانية ارتفاعها بالوتيرة نفسها.
انخفاض 40 بالمئة عن العام الماضي
وأشار حلاق إلى أن انخفاض أسعار القرطاسية هذا العام بنسبة تتراوح بين 30 و40 بالمئة مقارنة بالعام الماضي، يعود إلى اختفاء التشوهات التي سادت السوق آنذاك، نتيجة المنصات التجارية والضغوط غير النظامية المفروضة على التجار والصناعيين،
والتي رفعت التكاليف وأدت إلى اضطراب ملحوظ في حركة البيع، أما اليوم، ومع غياب هذه الممارسات، أصبحت الأسعار أكثر توازناً ومرونة.
ولفت حلاق، في الوقت نفسه، إلى تحد آخر ما زال قائماً يتمثل في التهريب، حيث تدخل بضائع دون دفع الرسوم الجمركية المستحقة،
ما يخلق منافسة غير عادلة ويقصي المنتج الملتزم لصالح بدائل أقل جودة، مشدداً على أن ضمان استقرار السوق وشفافيته يتطلب معالجة هذه الاختلالات، وحماية تكافؤ الفرص، بما يعزز التوازن ويحدّ من عشوائية الأسعار.
وكان أكثر من أربعة ملايين طالب وطالبة من مختلف المراحل التعليمية قد توجهوا، الأحد الماضي إلى مدارسهم إيذاناً ببدء العام الدراسي الجديد 2025 – 2026 موزعين على نحو 12 ألف مدرسة في جميع المحافظات السورية.













