يستقطب الزوار يومياً، ويواجه إهمالاً مزمناً في البنية والخدمات.. هكذا يبدو حي مسبح الشعب في اللاذقية، أحد أبرز أحياء الرمل الجنوبي في مدينة اللاذقية، والذي يحمل اسمه من المسبح الشعبي المجاني الواقع على شاطئه، والمطلّ على واحدة من أجمل الواجهات البحرية في المحافظة.
ورغم الحيوية التي يشهدها الحي صيفاً، خصوصاً بعد إعادة افتتاح المسبح ضمن الشواطئ المجانية التي خصصتها محافظة اللاذقية لذوي الدخل المحدود، لا يزال السكان يعانون من نقص كبير في الخدمات الأساسية، بدءاً من الشوارع المتهالكة، وصولاً إلى غياب الإنارة.
يقع حي مسبح الشعب في نقطة استراتيجية بين مركز المدينة والواجهة البحرية، ويُعد من أكثر أحياء اللاذقية كثافة سكانية، إذ يضم عدداً من المدارس، والأسواق الشعبية، إضافة إلى مركز صحي عام يخدّم السكان. ومع ذلك، لا تعكس البنية التحتية للحي أهمية موقعه أو حجم الضغط السكاني فيه.
وخلال جولة ميدانية لـصحيفة الحرية في الحي، رُصدت شكاوى عديدة من الأهالي حول الواقع الخدمي المتردي.
يقول أبو حسن، أحد سكان الحي: نفتخر بوجود شاطئ مجاني، لكن الوصول إليه فيه مشقة، فالشوارع محفّرة، والنظافة غائبة، والإنارة ضعيفة.”
فيما تضيف مرام احدى قاطني الحي: حيّنا صار مقصداً للزوار، وهذا أمر جميل، لكنه بحاجة إلى الاهتمام أكثر من ناحية النظافة، والانارة، ورش الحي بالمبيدات الحشرية. والأهم إعادة تأهيل شبكة الصرف الصحي المهترئة.
في ظل ضعف الامكانيات لتخديم وتنظيم الحي، حاول شباب الحي أن يبادروا لتحسين بيئتهم، فأطلق عدد منهم، بالتعاون مع مجلس مدينة اللاذقية، مبادرة تطوعية حملت اسم “اللاذقية نحن أهلها”، نفّذوا من خلالها أعمال تنظيف، وطلاء للأرصفة، وترتيب محيط المسبح، وإزالة الملصقات العشوائية، إضافة إلى إنارة بعض أحياء الحي .
وتقول المتطوعة رنا: هذا المكان يستحق أن يُعامل كواجهة حقيقية للمدينة، لا كزاوية منسية، خاصة أنه مطل على أجمل مناطق اللاذقية، فالكثافة السكانية هنا تتطلب اهتماماً مضاعفاً.
ورغم تواضع الخدمات، يقدّم المركز الصحي الموجود في الحي خدمات طبية أولية مهمة، كالتطعيمات، والتوعية الصحية، مما يساهم في دعم الواقع الصحي ط لأهالي المنطقة.
من جانبه، أوضح رئيس مجلس مدينة اللاذقية، علي عاصي، أن مسبح الشعب تم تخصيصه كشاطئ مجاني ضمن خطة البلدية لتوسيع خيارات الاصطياف أمام ذوي الدخل المحدود، مؤكداً أن المجلس يعمل على تحسين البيئة الخدمية للحي تدريجياً عبر دعم المبادرات الأهلية، وصيانة الطرق، وتعزيز خدمات الإنارة والنظافة خلال موسم الصيف.
يطالب سكان حي مسبح الشعب بأن يتم إنصاف منطقتهم، لا سيما أنها باتت اليوم مقصداً بحرياً وسياحياً مفتوحاً للجميع.
ويبقى أملهم أن تتحول هذه المساحة الساحلية الجميلة من منطقة منسية إلى وجهة لائقة تجمع بين روعة البحر وجودة الخدمات.
الحرية – نهلة أبو تك
