أخبار

مسؤول أممي: إعادة إعمار سوريا ضرورة لاستقرار المنطقة

بعد 14 عامًا من الحرب المدمرة، تُشكل إعادة إعمار سوريا ضرورة لتأمين استقرارها واستقرار المنطقة، بحسب ما رأى الممثل المُقيم لبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي في سوريا روحي أفغاني.

تشكّل إعادة الإعمار إحدى أكبر التحديات التي تُواجه السلطات الجديدة في سوريا، منذ وصولها إلى دمشق في كانون الأول/ ديسمبر، بعد طي أكثر من نصف قرن من حُكم عائلة الأسد، والنزاع المدمّر الذي امتد على كامل الجغرافيا السورية.

وقال روحي أفغاني لـ”فرانس برس” أثناء وجوده في جنيف هذا الأسبوع “ينبغي على المجتمع الدولي حتمًا أن يسارع في إعادة إعمار سوريا”.

وأضاف أفغاني: “مساعدة هذا البلد على التعافي والخروج من تداعيات هذه الحرب والخروج من هذا الدمار هو من أجل السوريين، ولكن أيضًا من أجل استقرار المنطقة كلها وخيرها”.

بدأ النزاع السوري عام 2011 عقب القمع الدامي الذي مارسه حُكم الرئيس السابق بشار الأسد للاحتجاجات المُعارضة، وأسفر على مدى 14 عامًا عن مقتل نصف مليون شخص، ودمار واسع في البلد وبناه التحتية.

وقدّر البنك الدولي هذا الأسبوع أن تكاليف إعادة الإعمار في سوريا قد تصل إلى 216 مليار دولار.

لكن روحي أفغاني قال إنه غير قادر على تقديم رقم محدد، غير أن الحاجات هناك “هائلة”.

وروى أن مسؤولين محليين في طول سوريا وعرضها أخبروه عن حاجات كبيرة جدًا تتعلق بالإسكان والمدارس والمراكز الصحية، إضافة إلى الماء والكهرباء.

وتعقّد الكميات الكبيرة من الذخائر غير المنفجرة، جهود رفع الأنقاض المنتشرة في أنحاء البلد كافة، بما فيها تلك الموجودة ضمن تلال الركام التي ينبغي إزالتها.


“توترات”

منذ سقوط حُكم الأسد، عاد إلى سوريا أكثر من مليون لاجئ كانوا في الخارج، وعاد أيضًا نحو مليونين إلى مناطقهم، كانوا نازحين إلى مناطق أخرى من البلد، بحسب أرقام الأمم المتحدة.

ومع أن هذه العودة تشكل إشارة جيدة، إلا أن المسؤول الأممي نبّه إلى “الضغط الكبير” الذي يسببه ذلك على “البنية التحتية، وعلى وسائل النقل، وعلى قطاع التعليم، وعلى الأفران”.

وحذّر من أن الضغط على البنية التحتية قد يؤدي إلى توترات اجتماعية.

وأشار أيضًا إلى أن ضعف البنى التحتية وفرص العمل يمكن أن يحول دون عودة سوريين كُثر يرغبون في العودة.
وقال “توقّعنا أن تكون وتيرة العودة أكبر”، مشيرًا إلى أن معظم الذين عادوا من الخارج كانوا يعيشون في ظروف غير مريحة، ولا سيما في لبنان والأردن.

في المقابل، لا تُسجّل عودة كبيرة من أوروبا، كما يقول.

أمل روحي أفغاني في أن تسريع إعادة الإعمار سيؤدي إلى تحقيق الاستقرار في سوريا، ما قد يشجع الكثيرين على العودة من أوروبا.

وقال “إنهم أشخاص ذوو مهارات عالية، يمكن أن يعيدوا بناء سوريا”.

وشدد على أن عودة هؤلاء يمكن أيضًا أن يكون لها أثر كبير على كلّ المنطقة، من الناحية الاقتصادية، وأيضًا من منظور بناء السلام المجتمعي. 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى