
أوضح الدكتور عبد الرحمن محمد، أستاذ التمويل والمصارف في كلية الاقتصاد بجامعة حماة، أن الأسواق العالمية تعيش حالة من الترقّب الحذر مع اقتراب أسبوع حافل بالأحداث الجيوسياسية والاقتصادية الكبرى، التي يُتوقع أن يكون لها تأثير مباشر في أسعار الذهب.
وتوقّع أن الأونصة الذهبية قد تشهد تقلّبات حادة بعد منتصف الأسبوع، نتيجة تداخل عوامل سياسية وتجارية ونقدية مُتشابكة، ما يجعل المستثمرين أمام أسبوع مليء بالمخاطر والفرص في آن واحد.
لقاء ترامب وبوتين… التوترات ترفع الذهب
بيّن الدكتور محمد أن إلغاء اللقاء الذي كان مُقرّراً بين الرئيس الأمريكي دونالد ترامب ونظيره الروسي فلاديمير بوتين في بودابست، لمناقشة الأزمة الأوكرانية، أدى إلى تصاعد التوترات الجيوسياسية بين واشنطن وموسكو، ولا سيما بعد فرض عقوبات جديدة على شركات النفط الروسية الكبرى مثل روسنفت ولوك أويل.
وأوضح أن مثل هذه الأزمات السياسية غالباً ما تدفع المستثمرين إلى الاحتماء بالذهب كملاذ آمن، ما يرفع من أسعاره عالمياً.
لقاء ترامب والرئيس الصيني شي جين بينغ
من جهة أخرى، يُرتقب لقاء الرئيس ترامب بالرئيس الصيني شي جين بينغ في كوريا الجنوبية، وسط تصاعد الحرب التجارية بين البلدين.
ويرى الدكتور محمد أن نتائج اللقاء ستكون حاسمة، إذ إن أي اتفاق شامل سيُهدئ الأسواق ويقلّل الطلب على الذهب، في حين أن فشل المحادثات سيؤدي إلى ارتفاع الأسعار مجدداً نتيجة ازدياد المخاطر الاقتصادية.
العقوبات الأمريكية على النفط الروسي
وحول العقوبات الأمريكية الجديدة على شركتي روسنفت ولوك أويل، أوضح الدكتور محمد أن هذه الخطوة تهدف إلى الضغط على روسيا لإنهاء الحرب في أوكرانيا، لكنها قد تؤدي إلى تفاقم التوترات وتزيد من الطلب على الذهب كأصل آمن.
وأشار إلى أن الرئيس الروسي بوتين وصف العقوبات بأنها “غير ودية”، لكنه قلّل من تأثيرها في الاقتصاد الروسي.
الرسوم الجمركية والإغلاق الحكومي الأمريكي
كما لفت إلى إعلان الرئيس ترامب زيادة الرسوم الجمركية على السلع الصينية والكندية، مما سيؤدي إلى مزيد من الاضطرابات في الأسواق العالمية، وهو ما يُعزّز إقبال المستثمرين على الذهب للتحوط من المخاطر.
وأضاف: إن الإغلاق الحكومي الأمريكي، الذي دخل أسبوعه الرابع، يزيد حالة عدم اليقين الاقتصادي، ويؤدي إلى تراجع الثقة في الأسواق، ما يجعل الذهب خياراً آمناً في ظل توقف الخدمات الحكومية وتعليق رواتب الموظفين الفيدراليين.
قرار الفيدرالي الأمريكي المنتظر
وحول اجتماع الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي المقرر في 29 تشرين الأول/أكتوبر 2025، توقّع الدكتور محمد أن يتجه الفيدرالي إلى خفض أسعار الفائدة لدعم الاقتصاد،
مبيناً أن هذه الخطوة عادة ما تُضعف قيمة الدولار وتجعل الذهب أكثر جاذبية للمستثمرين.
توقعات الأسبوع القادم ونصائح للمستثمرين
توقّع الدكتور عبد الرحمن محمد أن يشهد سوق الذهب تقلبات حادة خلال الأسبوع القادم، وخاصة بعد يوم الأربعاء، مع ترقب نتائج الأحداث السياسية والاقتصادية الكبرى.
ونصح المستثمرين بضرورة متابعة الأخبار العالمية بدقة، واعتماد استراتيجيات إدارة المخاطر، إضافة إلى التركيز على الاستثمار طويل الأجل لتجنب تأثير التقلبات السريعة.
وختم الدكتور محمد بالقول: “الأسبوع القادم يحمل في طياته الكثير من التحديات والفرص، مما يجعل الذهب مجدداً في قلب المشهد المالي العالمي كأحد الأصول الأكثر تأثراً بالأحداث، وأقربها إلى وجدان المستثمرين الباحثين عن الأمان وسط العواصف الاقتصادية”.
الوطن – محمد راكان مصطفى















