
كشف رواد الفضاء في وكالة ناسا عن الأجر الذي يتقاضونه بطريقة صريحة ومختصرة بثلاث كلمات: “ليس كثيرًا”، هذه الإجابة، على بساطتها، تحمل في طياتها حقيقة صادمة، بينما تحظى هذه المهنة بإعجاب الملايين حول العالم، فإن الأموال التي يتقاضاها رواد الفضاء لا تعكس المخاطر الجسيمة والضغط النفسي والجسدي الذي يتحملونه.
المهنة التي تجعل موظفي المكاتب يشعرون بالارتياح من روتينهم اليومي ليست سهلة على الإطلاق. فبينما يقضي العاملون على الأرض وقتهم في مكاتب مكيفة، يواجه رواد الفضاء بيئات معقدة في الفضاء، مثل تناول الطعام المجفف، واستخدام حمامات مصممة خصيصًا، والتعامل مع فقدان العضلات وانعدام الوزن، وكل ذلك مع الحفاظ على صحة عقلية وجسدية ممتازة لضمان نجاح المهام.
عندما سُئلت نيكول ستوت، رائدة الفضاء المتقاعدة، والمهندسة التي شاركت في أكثر من 100 يوم في الفضاء، عن أجرها، أجابت ببساطة: “ليس كثيرًا. موظفة حكومية”. طوال مسيرتها، قامت ستوت بأكثر من مهمة، منها تشغيل الذراع الروبوتية لمحطة الفضاء الدولية، وكانت المرأة العاشرة التي تمشي في الفضاء.
الراتب السنوي
رغم كل المخاطر والمهام الدقيقة، يبلغ الراتب السنوي لرواد الفضاء حوالي 152,258 دولارًا أمريكيًا، وفقًا لوكالة ناسا، ويختلف هذا الراتب حسب مستوى التعليم والخبرة. أما المهام الخاصة، مثل المهام الطويلة خارج الأرض، فقد تمنح علاوات صغيرة للغاية، مثلما حدث مع رائدة الفضاء كادي كولمان، التي تلقت حوالي 4 دولارات يوميًا مقابل النفقات الطارئة خلال مهمة استمرت 159 يومًا.
بالنسبة لرواد الفضاء مثل ويليامز وويلمور، فإن رواتبهم تتراوح بين 125,133 و162,672 دولارًا سنويًا، مع حصولهم على علاوات نقدية طفيفة إضافية. ومن المثير أن نيل أرمسترونج، رائد الفضاء الأسطوري، كان يتقاضى 27,401 دولارًا أثناء رحلة أبولو 11، وكان الأعلى أجرًا بين طاقم الرحلة في عام 1969، وفقا لـ “ديلي ميل”.
لكي يصبح الشخص رائد فضاء، يجب عليه اجتياز برنامج تدريبي شديد الصرامة، حيث تختار ناسا دفعة جديدة كل عامين، بنسبة قبول تقارب 0.08% من جميع المتقدمين. المنافسة شديدة وتتطلب اللياقة البدنية والعقلية، إضافة إلى مؤهلات علمية وعملية عالية. ويخضع المتدربون لتدريب على الطيران، والروبوتات، والنجاة في البحر، والطب الفضائي، حتى يكونوا مستعدين لأي ظرف أثناء البعثة.
على الرغم من أن الأجور قد تبدو متواضعة مقارنة بالمخاطر والمسؤوليات، فإن المكافآت المعنوية والمعرفة المكتسبة لا تُقدر بثمن. المهنة تمنح تجربة فريدة لا يمكن مقارنتها بأي وظيفة أخرى على الأرض، من السير على سطح محطة الفضاء الدولية إلى مراقبة الأرض من ارتفاع مئات الكيلومترات بسرعة تتجاوز 17,500 ميل في الساعة، يعيش رواد الفضاء تجربة لا تضاهى.
البيان