
أعلنت شركة غوغل رفع الجمهورية العربية السورية من قائمة العقوبات التابعة لمكتب مراقبة الأصول الأجنبية الأمريكي (OFAC)، في خطوة تمثل أول تعديل جوهري في سياسات الشركة المتعلقة بالقيود الجغرافية منذ عدة سنوات. ويشمل هذا التغيير منصات إعلانية متعددة، من بينها Google Ads، وAd Exchange، وAd Manager.
ووفقًا للتحديث الرسمي، سيتم تعديل سياسة “المتطلبات القانونية في إعلانات غوغل” وصفحة المساعدة الخاصة بـ”قيود البلدان” لتعكس إزالة سوريا من قائمة عقوبات مكتب مراقبة الأصول الأجنبية الأمريكي، مما يمثل تطورًا هامًا لوصول خدمات التسويق الرقمي إلى منطقة الشرق الأوسط.
يؤثر تعديل السياسة على ثلاث منصات إعلانية رئيسية لدى غوغل. ففي منصة Google Ads، كانت سوريا مُصنّفة سابقًا ضمن المعيار رقم 2760 كمنطقة محظورة لا يمكن استهداف المستخدمين فيها أو تشغيل حسابات إعلانية منها.
أما منصة Ad Exchange، الخاصة بالإعلانات البرمجية للناشرين، فقد فرضت قيوداً كاملة منعت الناشرين الموجودين في سوريا من الوصول إلى خدماتها. وبالمثل، طبّقت منصة Ad Manager، التي تدير المبيعات الإعلانية المباشرة لكبار الناشرين، قيودًا حالت دون إنشاء حسابات أو إدارة حملات من عناوين بروتوكول الإنترنت (IP) السورية.
ويعود أصل إدراج سوريا في قائمة غوغل المحظورة إلى الأمر التنفيذي رقم 13338 الذي وقعه الرئيس الأمريكي جورج دبليو بوش في مايو 2004، والذي فرض عقوبات اقتصادية على أنشطة الحكومة السورية، ثم توسعت هذه القيود بشكل كبير بعد اندلاع الحرب في عام 2011.
تاريخيًا، شمل إطار الامتثال لدى غوغل ستة أقاليم خاضعة لعقوبات مكتب مراقبة الأصول الأجنبية، وهي: شبه جزيرة القرم، وكوبا، وإيران، وكوريا الشمالية، وما يسمى بـ”جمهورية دونيتسك الشعبية” و”جمهورية لوهانسك الشعبية”. وبإزالة سوريا، تتقلص القائمة الآن إلى خمسة أقاليم.
إجراءات استعادة الحسابات
سيتعين على الناشرين والمعلنين الذين تأثروا سابقًا بالعقوبات اتباع إجراءات التحقق القياسية لدى غوغل لاستعادة حساباتهم، حيث تتطلب الحسابات المعلّقة مراجعة يدوية. وتشمل عملية التحقق تقديم وثائق تثبت تسجيل النشاط التجاري وتأكيد الهوية والموافقة على شروط الخدمة المحدثة.
ويفتح هذا القرار الباب أمام الوصول إلى سوق يبلغ عدد سكانه حوالي 22 مليون نسمة، على الرغم من أن البنية التحتية للاتصالات في البلاد لا تزال متأثرة بالنزاع، حيث تقدر نسبة انتشار الإنترنت بنحو 34% وفقًا للبيانات الدولية الأخيرة. وتبدو فرص الإعلان عبر الهاتف المحمول واعدة بشكل خاص نظراً لاستمرار تزايد استخدام الهواتف الذكية في البلاد.
وفنيًا، أصبحت سوريا الآن موقعًا جغرافيًا قابلاً للاستهداف ضمن خيارات “إعلانات غوغل”. الحملات التي تستهدف “جميع البلدان والأقاليم” ستشمل المستخدمين السوريين تلقائيًا ما لم يتم استبعادهم يدويًا. لذا، يجب على مديري الحملات مراجعة إعداداتهم الجغرافية لمنع أي استهداف غير مقصود.
وأكدت غوغل أنها ستواصل تطبيق معاييرها الصارمة المتعلقة بالامتثال لسياسات الإعلان العالمية في السوق السورية، بما في ذلك القيود على المحتوى المضلل والمواد غير اللائقة، وذلك عبر أنظمتها الآلية التي تراقب جميع الحملات لضمان التزامها بالمعايير المطبقة عالميًا.
إيكونوميك