قلعة شميميس.. تاريخ يختزن حكايا المنطقة ونزاعاتها
تقع قلعة “شميميس” في الشمال الغربي من مدينة السلمية بريف محافظة حماة على جبل منفرد في سلسلة جبال العلا، شامخةً بإطلالتها على السهول المحيطة، تروي تاريخاً مُغرقاً في القدم يعود الى أواخر القرن الثاني قبل الميلاد.
القلعة التي بناها أمراء آل شميسغرام العرب في العصر الهلنستي، وشهدت تعاقب حضارات الرومان، ومن ثم الأيوبيون وصولاً إلى العصر المملوكي، باتت اليوم وجهة سياحية يلتقي فيها عبق التاريخ مع جمال الطبيعة.
حضارات متعاقبة…
تقول ليال خربيط الحاصلة على ماجيستير في السياحة:” بُنيت القلعة على قمة جبل منفرد إلى الشمال الغربي من مدينة السلمية، بشكل بيضوي ويحيط بها خندق بعمق 15 متراً، وعرض 20 متراً، واستخدمت فيها الحجارة البازلتية السوداء وتقنية الأبراج الداخلية متعددة الطوابق، وتضم بئر ماء ضخمة تدعى جب الهوة كانت تستخدم في فترات الحصار”.
وأضافت: “عبرت القلعة من العصر الهلنستي إلى الروماني والأيوبي، والطراز الأيوبي واضح على جدرانها وأبوابها، حيث أعاد ترميمها الملك شيركوه الثاني عام 1229 ثم السلطان المملوكي الظاهر بيبرس بعد دمارها على يد المغول”.
إطلالة بانورامية…
وتصف خربيط مشهد إطلالة القلعة على سهول حمص وحماة ووديان نهر العاصي بالخلابة لكونها تكتسي بالخضرة والورود في فصل الربيع، ويقصدها المصطافون والسياح للنزهات العائلية، ولممارسة رياضة التسلق حيث إن الوصول إليها يتطلب صعوداً عبر المرتفعات.
ذاكرة حية…
واعتبر أيمن ياغي ابن مدينة السلمية أن القلعة أصبحت نقطة تلاقٍ للأسر من مدينة السلمية والقرى المحيطة بها، وبشكل خاص في فصلي الربيع والخريف حيث تنتظر الأسر نهاية الأسبوع للتنزه حول القلعة،
مشيراً إلى أن القلعة بقيت في ذاكرة السكان كرمز للقوة والتاريخ، حيث يُطلق عليها “لؤلؤة الطبيعة” داعياً المعنيين إلى مزيد من الخدمات في محيط القلعة باعتبارها موقعاً سياحياً وتنفساً لأبناء منطقة السلمية.
“الشمس الصغيرة” تنتظر إحياءها
لا تزال قلعة شميميس -التي جاء اسمها نسبة إلى أسرة آل شميسغرام التي بنتها، وتعني “الشمس الصغيرة”- تقف بشموخ، تحكي قصة حضارات وأمم تعاقبت في تاريخ سوريا، وهي اليوم تحتاج للدعم الكبير لاستثمارها في المجالين الثقافي والسياحي فحجارتها وموقعها شاهد حي على عظمة هذا التاريخ.
سانا