اتفاقيات إقليمية وأخرى دوليّة وقعتها سوريا في مجال الطاقة بعد التحرير، تبلورت من خلالها الإستراتيجيات الجديدة التي وضعتها الحكومة لتحقيق تحول كامل في هذا القطاع، بما يخدم الشعب السوري، ويحقق نقلة نوعية في الاقتصاد الوطني.
وإذ يعتبر تطوير قطاع الطاقة في سوريا من أهم الملفات التي تعمل الحكومة السّورية على التعامل معها، فإن هذا القطاع يشهد تحولاً كبيراً في ظل انفتاحات دولية دبلوماسية وأخرى اقتصادية تمخضت عنها اتفاقيات متنوعة، بهدف تحديث البنية التحتية وتحقيق أمن الطاقة.
اتفاقية مع تحالف شركات دوليّة
وعلى الصعيد الدّولي، أكدت سوريا على لسان العديد من مسؤوليها السعي لجذب الاستثمارات الأجنبية، وخاصة فيما يتعلق بمشاريع الطاقة والبنية التحتية.
وفي إطار السعي الحثيث لدعم مشاريع الطاقة، وقعت سوريا وتركيا في الـ 22 من أيار الماضي اتفاقية لتطوير الشراكة بين البلدين في مجالات الطاقة والموارد الطبيعية، ليعلن وزير الطاقة والموارد الطبيعية التركي ألب أرسلان بيرقدار في وقت لاحق انتهاء أعمال ربط خط أنابيب الغاز الطبيعي من كيليس إلى حلب، في إطار اتفاق لتصدير مليارَي متر مكعب من الغاز الطبيعي إلى سوريا سنوياً لتحويله إلى كهرباء.
بوابة لعودة المستثمرين
وفي نهاية الشهر ذاته، وقعت سوريا اتفاقية ومذكرة تفاهم مع تحالف شركات دولية، بقيمة 7 مليارات دولار، بما يتيح توليد 5 آلاف ميغاواط من الكهرباء عبر أربع محطات غازية، إضافة الى إنشاء محطة طاقة شمسية بسعة 1000 ميغاواط.
وتم توقيع الاتفاقية مع تحالف يضم شركتي “كاليون” القابضة و”جنكيز” القابضة من تركيا وشركة “يو سي سي” القطرية، وشركة “باور إنترناشونال” الأمريكية، في خطوة أكد وزير الطاقة المهندس محمد البشير أنها تمثّل بداية لعملية الاستثمار في سوريا، وستحسن جودة الخدمة، وتوفر فرص عمل وتسهم في التنمية الاقتصادية.
تعاون دولي ثنائي
ولدعم سبل تطوير مجالات الطاقة، بحث وزير الطاقة المهندس محمد البشير قبل أيام مع القائمة بأعمال سفارة مملكة السويد في دمشق، السيدة جيسيكا سفار ستروم، آفاق التعاون الثنائي بين البلدين، وإستراتيجيات تحسين واقع الطاقة، بما يسهم في دعم الاستقرار الاقتصادي والخدمي.
كما وقعت سوريا وأذربيجان في الـ 12 من تموز الجاري، مذكرة تفاهم تتضمن التعاون والتنسيق في مجالات الطاقة وتوريد الغاز الطبيعي إلى سوريا من خلال تركيا، والتعاون والتنسيق في استكشاف النفط.
وفي أعقاب التوقيع على المذكرة، قال البشير في منشور عبر منصة إكس: “تم توقيع اتفاق مع شركة “سوكار” بخصوص توريد الغاز الطبيعي إلى سوريا في خطوة نحو الاستقلال بالطاقة وبناء شراكات إستراتيجية تخدم الوطن والمواطن”.
تذليل التحديات
قوانين وإجراءات كثيرة تعمل سوريا على صياغتها في محاولة لدفع قطاع الطاقة إلى الأمام، بما في ذلك تشريعات متعلقة بالتطوير وبناء قدرات الكوادر الوطنية، وكل ذلك يتطلب تذليل التحديات المتمثلة بالبنية التحتية المدّمرة وتأمين مصادر التمويل اللازم.
كما تتوجه سوريا في ظل التحديات الاقتصادية والبيئية التي تواجهها إلى التعامل مع ملف الطاقة البديلة لتحقيق الاستدامة وتقليل الاعتماد على المصادر التقليدية من خلال مبادرات حكومية وخاصة.
سانا
