في قلب مدينة حمص القديمة، وبالقرب من جامع السراج في حي الورشة، يبرز قصر مفيد الأمين، المعروف أيضًا بـ “دار مفيد الأمين”، كواحد من أبرز المعالم التاريخية التي تحمل عبق الماضي وتروي قصص الحضارات التي تعاقبت على المدينة.
يمتاز القصر بتصميمه المعماري الفريد الذي يجمع بين الجمال الفني والقيمة التاريخية، بحسب أمينة قصري الزهراوي ومفيد الأمين في دائرة آثار حمص، رجاء البلال، التي قالت لـ سانا: “بني القصر خلال العصر المملوكي في القرن السابع الهجري على يد أحمد شهاب الدين كجك، أحد قادة المماليك، على أنقاض مبنى سابق؛ ليكون مقرًا لإدارة القضاء، كما يُعتبر ثاني دار للحاكمية بعد قصر الزهراوي”.
وأشارت البلال إلى أن القصر خضع لعملية ترميم عام 2008، وخُصّص مركزاً لتوثيق تاريخ مدينة حمص، ورجح المؤرخون في دراساتهم ارتباط القصر بالقديس مارليان الحمصي وعائلته الذين سكنوا المكان في القرن الثالث الميلادي.
بدورها بينت المهندسة المعمارية نزيهة القباني، عضو مجلس أمناء مؤسسة “تراثنا” لـ سانا، أن القصر يعكس الطراز المملوكي المميز بعناصره الهندسية كالأقواس، والقباب، والزخارف المصنوعة من الحجر والرخام، مشيرة إلى أن البناء يشكل نموذجاً للتداخل الفريد بين الطرز المملوكية، العثمانية، والإسلامية.
وشددت على ضرورة ترميم القصر بشكل يحافظ على هويته التاريخية، ويؤهله ليكون مركزاً ثقافياً يحتضن المعارض والندوات، ما يعزز مكانة حمص كوجهة سياحية مميزة.
من جانبه، أوضح مازن ماضي، أحد سكان حمص القديمة، أن قصر مفيد الأمين ليس مجرد بناء عتيق، بل هو جزء أصيل من ذاكرة الحي وأهله وركن أساسي من تاريخ المدينة، وأكد أهمية تحويله إلى وجهة ثقافية وسياحية تعكس التراث الأصيل للمدينة.
وتزخر مدينة حمص بالعديد من الأوابد الأثرية القديمة التي تعكس تاريخها وعراقتها الراسخة، ومنها قصر مفيد الأمين الذي مازال شاهدًا على عظمتها رغم الأضرار التي لحقت به خلال سنوات الحرب.







