
أثار المؤثر الإسرائيلي آفي غولد موجة واسعة من الغضب والانتقادات على منصات التواصل الاجتماعي، بعد قيامه بجولة في شوارع دمشق القديمة في سوريا، ونشره فيديوهات..
في خطوة وصفها سوريون بأنها “إهانة ومسيئة” في وقت لا يتوقف فيه التصعيد الإسرائيلي في جنوب البلاد..
قالت القناة i24 news الإسرائيلية إن المؤثر الإسرائيلي، الرحالة آفي غولد تجوّل في شوارع العاصمة السورية دمشق ووثق رحلته من خلال مقاطع الفيديو التي نشرها على حسابه الرسمي على منصة تيك توك.
ونقلت التقارير تعليقات غولد الذي وصف خلالها زيارته، ومن بينها “أريد أن أعرفكم على شوارع دمشق وكيف تبدو في 2025″، حيث ظهر غولد وسط مجموعة تضم بعض المتدينيين اليهود عند مدخل منطقة باب توما في دمشق القديمة، وهو يشير إلى القناطر الاثرية في المنطقة.
كما تظهر أحد مقاطع الفيديو غولد وهو يتناول “البوظة الدمشقية الشهيرة”، مشيداً بنكهتها وبتراث البلد.
يبدو أن هذا الحدث ليس منفصلاً عن سياق أكبر. ففي السنوات الأخيرة كثفت إسرائيل من تحركاتها العسكرية والاستخباراتية داخل سوريا، وشجعت كذلك أنشطة سياحية أو رحلات رمزية إلى مناطق تحت سيطرتها أو نفوذها في الجولان السوري المحتل.
وكشف تقرير أعدته صحيفة الغارديان البريطانية أن الجيش الإسرائيلي نظم رحلات سير مدعومة عسكرياً إلى أراض سورية محتلة في هضبة الجولان خلال عطلة الفصح لعام 2025.
ما زاد من حدة الجدل أن ناشطي منصات التواصل الاجتماعي اعتبروا أن السماح له كإسرائيلي بالدخول إلى دمشق في ظل وضع عسكري وسياسي غير مستقر تمر به البلاد، لا سيما التحركات الإسرائيلية جنوبا، يشكل رسالة رمزية وسياسة قوية.
واعتبر الناشطون أن نشره لمقاطع الفيديو يعتبر “إهانة” للسوريين، حيث كان الموضوع من المحرمات الاجتماعية والسياسية سابقاً، وأن الخطوة تعتبر “اختراقاً رمزياً لمساحة كانت شبه محجورة أمام الإسرائيليين” قبل مجيء السلطات السورية الجديدة عقب سقوط نظام الأسد.
وكتب أحد المغردين “كيف يسمح لإسرائيلي بالتجول في دمشق بينما هناك سوريون لا يستطيعون دخول عاصمتهم؟.
بينما طالب ناشطون مما وصفوها بـ “الأصوات المحسوبة على النظام السوري الجديد إدانة هذه المشاهد المقززة”، على حسب تعبيرهم في حين اعتبر آخرون أن السماح لغولد بدخول دمشق هو نوع من “التطبيع الرقمي والشعبي والميداني غير المسبوق برفقة وفد من جيش الاحتياط الإسرائيلي”.
وفي منشورات أخرى، عبر ناشطون عن غضبهم من أن “مستوطنين من جيش الاحتلال الذين يُضربون في أوروبا يجدون اليوم في دمشق مكاناً آمناً للتجول.. في وقت يمنع فيه الفلسطيني من دخول كثير من الدول العربية”، كما جاء في منشورات المغردين.
يعيد هذا الحدث إلى الأذهان أيضاً فيديو الجندي الإسرائيلي روكمان الذي ظهر قبل أيام قليلة في قرية الحميدية بريف القنيطرة حاملاً طفلاً سورياً وهو يلاعبه معلقاً بالقول “سيأتي اليوم الذي تعيش فيه جميع بلاد الشام تحت ظل إله اليهود”،
في مشهد رأى فيه ناشطون “ترويجاً للرواية الإسرائيلية” التي تسعى لترويج نفسها “حامية للأقليات في سوريا”.
وفقاً لموقع واي نت التابع لصحيفة يديعوت أحرنوت الإسرائيلية، فإن آفي غولد زار حتى الآن 109 دول بينها إيران وباكستان والسودان والسعودية في هدف يقول المؤثر الإسرائيلي إنه يسعى من خلاله إلى زيارة جميع دول العالم، حتى تلك التي لا يستطيع فيها إبراز جواز سفره الأصلي.
وأضاف غولد بحديثه للموقع الإسرائيلي “أنا لا أخفي هويتي الحقيقية في الدول العربية لأن معاداة السامية في أوروبا أسوأ منها في الشرق الأوسط”، على حد تعبيره.
مونت كارلو














