علامات تحذيرية.. هل أنت في بيئة عمل سيئة ؟
في عالم الأعمال اليوم، تعتبر بيئة العمل أحد العوامل الحاسمة في نجاح الشركات. ولكن، ماذا يحدث عندما تصبح بيئة العمل غير صحية؟
تشير الدراسات إلى أن التكلفة الاقتصادية العالمية للموظفين غير المتفاعلين تصل إلى 8.8 تريليونات دولار سنويا، ما يعادل 9% من الناتج المحلي الإجمالي العالمي، وفي الولايات المتحدة، تراجع معدل التفاعل بين الموظفين إلى 30% في 2024، بينما في المملكة المتحدة، تبلغ نسبة المتفاعلين 10% فقط، ما يكلف الاقتصاد البريطاني 257 مليار جنيه إسترليني سنويا.
تتعدد مؤشرات بيئة العمل السيئة، من العقاب على الأخطاء إلى نقص التقدير، مما يؤثر سلبا على الأداء والرفاهية. لكن، ما هي العلامات التي يمكن أن تشير إلى أن بيئة العمل سيئة أو صحية؟ إليك بعض المؤشرات التي يجب الانتباه لها وفقا لموقع The Zen Parent.
ــ إذا كانت الشركة أو المؤسسة تقوم بتوظيف موظفين جدد بشكل متكرر، فقد يكون ذلك إشارة إلى وجود مشكلة، ورغم أن معدل تغيير الموظفين العالي لا يعني بالضرورة أن بيئة العمل سامة، إلا أنه يثير القلق. إذا كانت الشركة مكانا جيدا للعمل، فمن المفترض أن يتمكن الموظفون من التكيف والاستمرار لفترة طويلة.
ــ العقاب على الأخطاء في بيئات العمل الصحية، يُعتبر ارتكاب الأخطاء جزءا من عملية التعلم والنمو، لكن في بيئة سيئة، قد يُعاقب الموظفون بشدة على أي خطأ، ما يعوق تطورهم الشخصي والمهني ويجعلهم في حالة من الخوف المستمر من المحاولة.
ــ عدم احترام التوازن بين العمل والحياة، الكثير من الشركات تدّعي أنها تقدم توازنا جيدًا بين العمل والحياة، لكن القليل منها يلتزم بذلك فعلاً. في بيئة عمل سيئة، قد تشعر بالذنب عند مغادرتك للعمل في الوقت المحدد، أو تجد نفسك تتحقق من رسائل البريد الإلكتروني أو تجري اجتماعات حتى أثناء عطلتك الأسبوعية.
ــ المحسوبية والظلم في بعض الحالات، قد ترى موظفا جديدا يتجاوزك في الترقية والراتب رغم قلة خبرته، إذا كانت المحسوبية والتمييز سائدة في بيئة العمل، فهذا يعكس بيئة عمل سيئة تخلق الانقسامات بين الموظفين وتعيق التعاون الفعّال.
ــ ضعف القيادة، قيادة ضعيفة تتسم بالافتقار إلى التواصل المنتظم والواضح، وتضع اللوم دائما على الموظفين في حال عدم تحقيق الأهداف، تعتبر من العلامات الدالة على بيئة عمل سامة، في هذا النوع من بيئات العمل، تشعر وكأنك مضطر للعمل بمفردك دون توجيه أو دعم.
ــ الإدارة المفرطة والتدخل المستمر في كل شيء، إذا كانت هناك إدارة تشرف على كل خطوة تقوم بها، أو تسألك باستمرار عن تقدمك، فإن ذلك يشير إلى قلة الثقة، مما قد يؤدي إلى الإحباط وفقدان الدافع، هذه الطريقة في الإدارة لا تشجع على الإبداع أو التفكير المستقل.
ــ عدم التقدير في بيئة العمل السيئة، قد تشعر أن جهودك لا تُقدَّر، حيث يتم تجاهل إنجازاتك أو أخذها كأمر مسلم به، بمرور الوقت، يؤدي ذلك إلى الشعور بعدم القيمة وفقدان الحافز.
ــ التنمر في بيئة العمل من العلامات الواضحة على وجود مشكلة كبيرة. إذا كانت هذه السلوكيات تُتَجاهل ولا يتم التعامل معها بجدية، فإن ذلك يشير إلى بيئة عمل غير صحية.
ــ الضغوط غير الواقعية عندما تفرض الإدارة مواعيد نهائية غير قابلة للتحقيق دون مراعاة الظروف أو القيود، فإن ذلك يُعد بمثابة setting up for failure (إعدادك للفشل)، مما يزيد من الضغط على الموظفين.
علامات بيئة العمل الصحية
في المقابل، تساهم بيئة العمل الصحية في خلق ثقافة من التواصل الفعّال والاحترام المتبادل بين الموظفين والإدارة.
ــ التواصل الشفاف في بيئة العمل الصحية، يتسم التواصل بين القيادة والموظفين بالوضوح والشفافية. يعرف الجميع ما هو متوقع منهم وكيفية تحسين أدائهم لتحقيق الأهداف المشتركة.
ــ احترام التوازن بين العمل والحياة في بيئة العمل الصحية، لا يُتوقع منك العمل خلال عطلاتك أو الاستمرار في فحص البريد الإلكتروني بعد ساعات العمل، التوازن بين العمل والحياة ليس مجرد شعار، بل يُحترم فعليا.
ــ القيادة الداعمة القيادة في بيئة العمل الصحية لا تقتصر على إعطاء الأوامر فقط، بل تتصرف كمرشدين يقدمون التوجيه والدعم للموظفين لمساعدتهم في النمو والتطور المهني.
ــ التقدير والمكافآت، يتم تقدير الجهود في بيئة العمل الصحية، ما يعزز ثقافة التحفيز الجماعي، كلما قدم الموظفون أفضل ما لديهم، يتم الاعتراف بذلك ويشعرون بأنهم جزء من نجاح الفريق.
ــ صحة الموظفين ورفاهيتهم، بيئة العمل الصحية تهتم برفاهية الموظفين، إذا كنت مريضا أو بحاجة إلى استراحة، لا تشعر بالذنب لأن صحتك تأتي أولاً، كما أن التحدث عن الإرهاق النفسي أو العقلي يتم بحرية دون خوف من الحكم السلبي عليك.
ــ فرص النمو والتطور في بيئة العمل الصحية، لا تشعر أنك عالق في مكان واحد، بل يُشجعك مسؤولك على النمو والتطور من خلال الحصول على فرص تدريبية ودعم من القيادة لتحقيق طموحاتك المهنية.
ــ التنوع والشمولية، تعتبر بيئة العمل الصحية التنوع والشمولية جزءا أساسيا من ثقافتها، فجميع الموظفين، بغض النظر عن خلفياتهم، يتمتعون بفرص متساوية للتطور والنجاح.
ــ المشاركة المستمرة في بيئة العمل الصحية، يتم تشجيع الموظفين على تقديم آرائهم ومقترحاتهم حول كيفية تحسين بيئة العمل وعمليات الإدارة.
بينما تُسهم بيئة العمل غير الصحية في تعزيز المشاعر السلبية والتخوف، فإن بيئة العمل الصحية تركز على التواصل، التقدير، والنمو الشخصي والمهني.
البيان