
حضرت شخصية كريستيانو رونالدو، مساء الثلاثاء، إلى قلب السياسة الأميركية حين شارك في عشاء رسمي بالقصر الأبيض إلى جانب الرئيس الأميركي دونالد ترامب، وولي العهد رئيس مجلس الوزراء السعودي الأمير محمد بن سلمان، ورئيس الاتحاد الدولي لكرة القدم جياني إنفانتينو،
إضافة إلى نخبة من كبار رجال الأعمال في العالم. جاء ظهور النجم البرتغالي في مناسبة رسمية أميركية، للمرة الأولى منذ سنوات، ليمنح الحدث بُعداً رياضياً وسياسياً لافتاً.
ووفق شبكة «The Athletic»، بدأ العشاء بكلمة ترامب، الذي لم يتردد في الإشارة إلى وجود رونالدو منذ اللحظات الأولى، إذ قدّمه للحضور بوصفه «أول اسم رياضي في القاعة»، قبل أن يعلن بفخر أنه عرّف نجمه الكروي على ابنه بارون، اللاعب السابق لكرة القدم.
وقال ترامب: «ابني من أكبر المعجَبين برونالدو، وقد التقى به، اليوم. وربما زادت نظرتُه لوالده احتراماً لأنه عرّفه عليه». ثم توجه الرئيس الأميركي إلى رونالدو وزوجته جورجينا رودريغيز قائلاً: «أشكركما على حضوركما».
اللافت أن ترامب ذكر اسم رونالدو قبل عشرات الشخصيات السياسية والاقتصادية التي ضمّها العشاء؛ في إشارة إلى رمزية حضوره ودوره خارج الملعب. فرونالدو، الذي بات الوجه الأبرز لـ«الدوري السعودي»، خلال العامين الماضيين، يعكس جانباً من التحول الرياضي الكبير الذي تشهده المملكة.
ومن المتوقع أن يقود رونالدو منتخب بلاده في «المونديال» المقبل، وإن كانت مشاركته قد تتأثر بعقوبة محتملة بعد بطاقة حمراء حصل عليها في مباراة التأهل أمام آيرلندا، الأسبوع الماضي.
فوفق لوائح «الاتحاد الدولي»، قد تمتد عقوبة «الاعتداء الجسدي» إلى ثلاث مباريات أو أكثر، ما قد يهدد ظهور اللاعب في بعض مباريات دور المجموعات.
لكن بعيداً عن الملعب، يكشف الحضور الأميركي أن رونالدو بات أكثر انخراطاً في دوائر دبلوماسية مؤثرة. ففي الأشهر الماضية، كان جزءاً من جهود لجذب ترامب نحو مشاريع تعاون مع البرتغال والسعودية.
وخلال قمة مجموعة السبع في كندا، قدَّم رئيس المجلس الأوروبي أنطونيو كوستا قميصاً موقَّعاً من رونالدو للرئيس الأميركي، حمل رسالة مكتوبة بخط يد اللاعب: «إلى الرئيس دونالد ترامب… اللعب من أجل السلام».
وفي مقابلة مع بيرس مورغان، تحدّث رونالدو بصراحة عن رغبته في لقاء ترامب. قال: «هو أحد القادرين على تغيير العالم. رئيس الولايات المتحدة يمثل ثقلاً كبيراً، وإذا استطعنا التعاون من أجل السلام فسيكون أمراً عظيماً. أتمنى الجلوس معه يوماً ما والحديث بهدوء عن ذلك».
اللقاء لم يُعرَف كم استغرق من الوقت، لكن صور الجلوس تشير إلى أن رونالدو كان في طاولة مركزية بجوار الوفد السعودي، بينما جلس إنفانتينو في جزء آخر من القاعة، رغم العلاقة المتينة التي تربطه بترامب مع اقتراب «المونديال» من الأراضي الأميركية.
كما حضر عمالقة التكنولوجيا والطاقة والمال مثل إيلون ماسك وتيم كوك، ما جعل المشهد مزيجاً بين الرياضة والدبلوماسية والاقتصاد.
في كل التفاصيل، بدا أن رونالدو استخدم حضوره في البيت الأبيض لتأكيد أنه لم يعد مجرد لاعب كرة قدم أسطوري، بل شخصية ذات ثقل في دوائر القوة العالمية، وأن ارتباطه بالمملكة فتح أمامه أدواراً تتجاوز الملاعب بكثير.
وفي واشنطن، كما في الرياض، ظهرت صورته مرة أخرى في مساحة تجمع السياسة بالرياضة، وتكشف أن اللاعب الذي اقترب من عامه الأربعين ما زال قادراً على صناعة العناوين الكبرى، حتى خارج المستطيل الأخضر.
الشرق الأوسط












