
في قلب منطقة الغاب بمحافظة حماة، تواصل حرفة صناعة مكانس القش اليدوية صمودها أمام موجات التطور التكنولوجي، محافظةً على حضورها في البيوت والأسواق، كجزء أصيل من تراث المنطقة وذاكرتها الشعبية.
قرية الحيدرية، حيث لا تزال هذه الحرفة تنبض بالحياة على يد الحرفي معتصم أسعد، الذي ورثها عن آبائه وأجداده، يقول أسعد لمراسل سانا: إنه يشتري عيدان القش وأدوات التصنيع ويعمل على رصيف الشارع بسبب ضيق منزله، ثم يبيع إنتاجه في السوق المحلية.
ويضيف: “أحب هذه الحرفة وأجد فيها شغفي، فهي ليست مجرد عمل بل إرث يجب الحفاظ عليه”.
من جهته، أوضح المزارع حسن دق، أحد أبناء القرية، أنه يزرع ذرة المكانس التي تستخدم عيدانها لصناعة المكانس بشكل دائم كونها أقل تكلفة من المحاصيل الأخرى، مطالباً بدعم حكومي لتخفيض أسعار السماد والوقود لتشجيع زراعتها.
أما المهندسة الزراعية أماني ضاحي حسن، فأشارت إلى أن زراعة ذرة المكانس منتشرة في الغاب، حيث تُستخدم بذورها كعلف للحيوانات،
وتُستغل عيدانها في صناعة المكانس اليدوية، وتُعد هذه الذرة من المحاصيل الصيفية، وتستغرق دورة إنتاجها نحو أربعة أشهر من الزراعة حتى الحصاد.
ورغم توفر المكانس الحديثة، تبقى مكانس القش رمزاً للبساطة والارتباط بالأرض، شاهدة على تاريخ طويل من الحرف اليدوية التي تستحق الدعم والحفاظ.












