
في سهول حوران الخصبة، تروي الشمس حكاية ثمرةٍ تحولت إلى رمز للخير والخصوبة في الجنوب السوري “الرمان الحوراني”،
أو كما يسميه المزارعون “ذهب حوران الأحمر” الذي أصبحت زراعته في السنوات الأخيرة من أهم ركائز الاقتصاد الزراعي في محافظة درعا.
بدأت زراعة الرمان من الصنف الفرنسي “وندر فول” بالانتشار في سهول حوران منذ عام 2010 نظراً لمقاومته الجيدة للتخزين والتبريد، وقدرته على الحفاظ على شكله وجودته خلال النقل والتصدير إلى الخارج، ليصبح منافساً قوياً في الأسواق الإقليمية والعالمية.
المزارع مبارك عبد المجيد الرفاعي من مدينة طفس قال: في السنوات الأخيرة برزت زراعة الرمان من الصنف الفرنسي بشكل كبير، ففي الدونم الواحد نزرع ما بين 60 و70 شجرة،
ويتراوح إنتاجها من ثلاثة إلى أربعة أطنان، وهذا الصنف يتميز بجودته العالية وسعره الممتاز في السوقين المحلية والخارجية.
وأضاف الرفاعي: إن الرمان الحوراني مرغوب جداً في دول مثل تركيا وقطر وروسيا ودول الخليج والأردن، والموسم الحالي كان جيداً بنسبة إنتاج وصلت إلى نحو 75 بالمئة،
ومع تحسن الظروف الأمنية والزراعية أصبحت عمليات التسويق أسهل، والجودة في الريف الغربي والشرقي ممتازة، حيث تتميز الحبة بلونها الأحمر القاني وكأنها حبات لؤلؤ، وهو ما جعل رمان حوران في صدارة الصادرات الزراعية.
المزارع تيسير الحريري من الريف الشرقي لمحافظة درعا تحدث عن تجربته بزراعة الرمان واختيار أفضل الأصناف التي أثبتت نجاحها في السوق المحلية والتصدير الخارجي، والصعوبات التي واجهته مثل سوء الطرقات الزراعية ونقص الكهرباء في مستودعات التبريد،
معرباً عن الأمل في أن تولي الجهات المعنية اهتماماً أكبر بالبنية التحتية الزراعية وتعبيد الطرقات وتشديد الرقابة على الأدوية والأسمدة والمشاتل.
وأوضح الحريري أن محصول الرمان أصبح أحد أعمدة الزراعة في الجنوب السوري، لما يدره من مردود اقتصادي، حيث يساهم في تحسين معيشة آلاف الأسر العاملة في هذا القطاع،
ومع دخول تقنيات الفرز والتوضيب والتبريد الحديثة تمكن المزارعون من الحفاظ على جودة المنتج وتوسيع نطاق تسويقه إلى الخارج.
وتعرف سهول حوران منذ القدم بتربتها الخصبة ومناخها المعتدل، ما جعلها بيئة مثالية لزراعة الرمان والعنب والقمح.
وكانت مديرية زراعة درعا قدّرت إنتاج المزارعين من محصول الرمان في الموسم الحالي بنحو 33 ألف طن.










