محليات

حياة الركاب في مهبّ الريح.. تحديات النقل العام في حلب

بين الباصات القديمة والسرافيس المهترئة، تستمر رحلة بحث المواطن اليومية عن وسيلة مواصلات عامة تتسم بالأمان والراحة، في ظل غياب أبسط المقومات عن الوسائل المتاحة حالياً.

باصات من العصر الحجري

ترى الباص من بعيد بزجاجه الأمامي المكسور، وقد استسلم هيكله في حربه مع الزمن، وتعبت عجلاته من الشوارع المرصوفة بالحفر، فلا يغريك الشكل العام بالركوب مطلقاً، لكن “مكره أخاك لا بطل”، يقول محمود قطان لـ”الثورة”،

مشيراً إلى أن الوضع من الداخل ليس أفضل بالطبع، فالمقابض البلاستيكية مكسّرة والمقاعد متسخة ومهملة، ومنها الآيل للسقوط، فترى المقعد يهتز بك طول الطريق، في إشارة واضحة لانكساره المرهون بالوقت لا أكثر، وحاجته الملحة للصيانة، ولكن لا حياة لمن تنادي..!.

وتابع: الوضع ليس بأفضل مع السرافيس، ترى الباب المكسور الذي يربطه السائق بحبل كي لا يقع، والذي بطبيعة الحال يبقى مفتوحاً، مهدداً بفظاظة حياة وسلامة الركاب. أما عن المقاعد فليست بحال أفضل للأسف، ولا تختلف كثيراً عن حال الباصات.

رحلة محفوفة بالمخاطر

“أشعر بالخطر كل يوم في طريق الذهاب والعودة من عملي، وذلك لتكرار عبارات من السائقين مفادها أن المكابح بها مشكلة ما، أو أن (الدبرياج عم يقطش) وما إلى ذلك، تشرح المعلمة سوسن بغدادي معاناتها”، معتبرة أن الخطر الذي يعيشه ركاب تلك الحافلات، يشكل ضغطاً نفسياً كبيراً بحد ذاته، ويولّد حالة من التوتر يعيشها الراكب يومياً، لحين وصوله لمنزله سالماً.

أما إبراهيم حمادة، فيصف الوضع بالمزري قائلاً: أغلب السائقين يشعلون السجائر والكثير من الركاب أيضاً، ما يسبب إزعاجاً كبيراً لباقي الركاب، فمنهم مريض أو طفل لا يحتمل رائحة التبغ، لافتاً لمدى الاستهتار الحاصل في الباصات والسرافيس على حد سواء.

وطالب حمادة بتطبيق قوانين موجودة أصلاً، تحظر التدخين في وسائل النقل العام، مع صرامة في معاقبة المخالفين، كما هو الحال بالنسبة لحظر التدخين في الدوائر العامة.

بداية جديدة

على الجانب الآخر، نرى دخولاً خجولاً لبعض شركات الباصات الخاصة، المتمثلة في خط باص القلعة الجديد، الذي يمتلك الكثير من ميزات يفتقر إليها الباص القديم، كالتكييف والمقاعد الجديدة، إضافة لخدمة الإنترنت المجاني وبنفس سعر تذكرة الباص القديم والسرافيس،

الأمر الذي جعلنا نتساءل، هل من مشاريع قادمة بهذا الاتجاه تشمل خطوط حلب كاملة؟ وهو السؤال الذي لم تتفاعل مديرية نقل الركاب معه، ولم ترد على أي أسئلة بهذا الصدد.

إجراءات صارمة

أما مديرية المواصلات، فقد أكدت في سياق ردها لـ”الثورة”، على إجراء فحص دوري وشامل للسرافيس والباصات العاملة على الخطوط، وذلك بالتنسيق مع الجهات المختصة في النقل العام والسلامة المرورية.

وبينت أن هذا الفحص يهدف إلى التأكد من جاهزية المركبات الفنية، والتقيد بمعايير السلامة العامة، بما يشمل أنظمة الفرامل والإطارات والإضاءة والتجهيزات الداخلية، لضمان سلامة الركاب والسائقين على حد سواء.

أما فيما يخص المخالفات، فقد شددت على التعامل بحزم مع أي مخالفات تتعلق بإجراءات سلامة النقل، إذ تُتخذ الإجراءات القانونية والإدارية بحق المخالفين وفقاً للأنظمة والتعليمات النافذة.

وتشمل هذه الإجراءات توجيه الإنذارات، وفرض الغرامات المالية، وصولاً إلى إيقاف المركبة عن العمل في حال تكرار المخالفة أو وجود خطر يهدد سلامة الركاب.

الثورة – راما نسريني

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى