
استبشر الحلبيون خيراً بتصريحات المسؤولين عن تحسن الوضع الكهربائي في المستقبل القريب، لما لذلك من أثر كبير في اتخاذ قرار مقاطعة موالدات الأمبير، التي استهلكت جزءاً كبيراً من دخولهم.
وأثلج صدور المشتركين من الأهالي في خدمة الأمبيرات إعلان مسؤولين كهربائيين أمس أن التغذية الكهربائية ستزداد مطلع الأسبوع القادم إلى ١٠ ساعات يومياً في جميع المناطق، أي ٦ ساعات زيادة على عدد ساعات الوصل في التقنين الكهربائي المتبع حالياً في مدينة حلب، وذلك بعد دخول كميات من الغاز الأذربيجاني عبر كلس التركية إلى حلب لتغذية محطات الكهرباء العاملة على الغاز، والمتوقع في ٢ الشهر المقبل.
والواقع أن حالاً من عدم الثقة سيطر على المستفيدين من خدمة الأمبيرات لسنوات طويلة، لجهة وعود خُلّبية حول تحسّن الوضع الكهربائي لم تبصر النور ولم تسعف هؤلاء في الاستغناء عن الخدمة المُكلفة اقتصادياً.
وأكد مشتركون في خدمة الأمبيرات أن كل ساعة تشغيل كهربائي إضافية، ستفقد أصحاب الأمبيرات عدداً من المشتركين لديهم “وأكاد أجزم أن وصول التغذية الكهربائية الى ١٠ ساعات يومياً سيدفع أكثر من ٩٠ بالمئة من المشتركين إلى الاستغناء عن الخدمة”، وفق قول أحدهم ل “الوطن”.
ولطالما شكلت الأمبيرات، ومنذ أكثر مع عقد، عامل ضغط على معيشة شريحة واسعة من الحلبيين، لاستنزافها قسطاً كبيراً من رواتبهم ومدخراتهم، لدرجة أنها باتت العامل الأول في التهام أموالهم لتوفير الكهرباء المنزلية، ولو للإضاءة أو تشغيل بعض الأدوات الكهربائية.
وتعتمد المحال التجارية والورش الخدمية والصناعية على كهرباء الأمبيرات في عملها، وتحتل المرتبة الثانية في قائمة المصاريف بعدد العمالة، وربما الأولى في بعض الأحيان.
وأوضح صاحب محل لبيع وصيانة الأجهزة الخلوية في حي الجميلية ل “الوطن” أنه مشترك ب ١٠ أمبيرات لزوم الإضاءة وتشغيل المُكيّف والحواسيب وكاميرات المراقبة “حيث أدفع ١٠٠ ألف ليرة للأمبير الواحد لقاء عدد ساعات تشغيل من العاشرة صباحاً إلى الثانية ليلاً، أي بمعدل أكثر من ٤ ملايين و٣٠٠ ألف شهرياً، وهو رقم كبير مقارنة بحجم الأرباح التي يمكن تحقيقها في محلي الذي أستأجره بالدولار بمبلغ كبير جداً”.
فهل يمكن القول: وداعاً للأمبيرات، أم إن كلام أمس يمكن أن تلغيه ظروف غد، ويعيد الحلبيين إلى دوامة “أحجية الأمبيرات” العصيّة على الحل والفهم، والضاغطة والجاثمة على صدورهم!؟
الوطن- خالد زنكلو