
في ظاهرة ليست بالجديدة على شوارع مدينة حلب، تنتشر كتابة الذكريات والحِكَم، وحتى أبيات من الشعر أو الأغاني، على الجدران من دون أي اعتبار لخصوصية المبنى أو أهميته، سواء التاريخية أم الاجتماعية.
في الآونة الأخيرة، شهدت هذه الظاهرة تطوراً كبيراً وانتشاراً واسعاً، امتد ليشمل مناطق تشكل خطراً كبيراً، من شوارع رئيسة وجسور تمثل نقطةَ وصل هامة وعصب المدينة.
أطلال شاهدة
استيقظ الأهالي في حلب، قبل بضعة أيام على عبارة “بحبك رشا” مكتوبة على أحد أكثر الأنفاق حيوية في المدينة في منطقة السليمانية، ليتحول النفق مع العبارة المكتوبة عليه إلى أطلال شاهدة على قصة حب بعد تشويهه.
“قد يبدو الأمر سخيفاً ولا يتعدى كونه حركات “ولدنة”، لكنه تشويه للمنظر العام في مدينة عريقة مثل حلب، ناهيك بتطوره ليبدأ بتشكيل أذى حقيقي للسكان”، يعبر خالد الأسعد أحد سكان حي السليمانية لـ”الثورة” عن استيائه الكبير من هذه الظواهر، التي باتت تشكل ما يعرف بالتلوث البصري وفق تعبيره.
علاوة على الجهد المترتب لإزالة تلك الكتابات، قد يضطر المعنيون لإغلاق النفق ولو لفترة قصيرة، حتى يتمكنوا من إزالة الكتابة، الأمر الذي سيسبب أزمة سير في المنطقة.
لم يقتصر الأمر على شوارع المدينة وجدرانها فحسب، بل توسع ليشمل لافتات، تكبد أصحابها عناء طباعتها وتركيبها على الطرقات والأعمدة، في غفلة من الجهات المسؤولة،
فعلى سبيل المثال الصورة المرفقة من الدوار المائل في حي الموكامبو، تُظهر لافتات كتب عليها عبارات متل” ادعولي تسامحني”، أو ” ادعولي تكون من نصيبي”، الأمر الذي قد يبدو لطيفاً بل ومضحكاً للبعض، ومزعجاً ومستفزاً للبعص الآخر، ويمثل تشويهاً واضحاً للميادين والطرقات للبعض الآخر.
بات الأمر مزعجاً وكأن الشوارع قد أصبحت ملكية خاصة للبعض، يُسَطر عليها ذكرياته وحياته وأمنياته من دون أي اعتبار لأحد”-
تعبّر الطبيبة بتول مصطفى عن استيائها من الأمر، لافتةً لمدى خطورته أيضاً، المتمثلة في التطور الذي قد يشمل عبارات مسيئة لفلان أو شتم علّان، الأمر الذي يستدعي بالضرورة التدخل السريع للحد من تلك الممارسات العشوائية.
وطالبت المصطفى الجهات المعنية، بتركيب كاميرات للمراقبة تسمح بكشف القائمين على تلك الأعمال التخريبية، وتغريمهم بمخالفات كبيرة.
حملات مكثّفة
في سياق ردها على الظاهرة، أكدت بلدية محافظة حلب لـ”الثورة”، أن ضابطة البلدية تقوم بإجراء جولات ميدانية، وتنبيه المخالفين والإشغالات، بضرورة إزالة المخالفات،
ومن ثم تقوم بالإزالة أصولاً، إضافة لإجراء طلاء للكتابات على الجدران، ورسم رسومات معبرة وتوعوية على السور والجدران.
وعلى الجانب الآخر، بينت مديرية الحدائق بحلب في تصريح مماثل، أنها تقوم بإجراء حملات توعية مستمرة للرواد والزوار، للاهتمام بالحديقة وعدم الكتابة على الجدران والمقاعد، والحفاظ على أثاث الحديقة.
إضافة لتعليق لوحات توعوية مناسبة لزيادة وعي الأهالي ورواد الحديقة للحفاظ على الممتلكات العامة والحدائق.
الثورة – راما نسريني














