تكنولوجيا

حتى السباكة.. كيف وصل ChatGPT إلى الحرف اليدوية؟

لم يعد الذكاء الاصطناعي حكراً على المهن التقنية أو المكتبية، بل وصل حتى إلى ورش السباكة، المهنة التي كان يُنظر إليها تقليديا على أنها بعيدة عن الابتكار الرقمي.

شركة Oak Creek Plumbing & Remodeling في ميلووكي (مدينة تقع في ولاية ويسكونسن الأمريكية) تعد نموذجا حيا لهذه الثورة، حيث بدأ فريقها باستخدام أجهزة لوحية مزودة بـChatGPT إلى جانب أدوات السباكة التقليدية، لتسهيل العمل وتسريع العمليات اليومية.

رئيس الشركة، دان كاليز، قال لـCNN إن أداة ChatGPT أصبحت تتولى مجموعة واسعة من المهام، بدءا من إعداد الفواتير والعروض وحتى اقتراح حلول للأعطال المعقدة في سخانات المياه.

وأضاف كاليز: “بالتأكيد كان الاستثمار في ChatGPT يستحق كل دولار”.

ويؤكد الخبراء أن الذكاء الاصطناعي لا يحل محل العمل اليدوي نفسه، بل يتولى المهام الروتينية المرهقة مثل تدوين الملاحظات، وتوثيق الأعمال، والتواصل مع العملاء، وهي أمور تستهلك ساعات من الوقت القابل للفوترة.

كما طور مجتمع OpenAI روبوت دردشة مخصصا للسباكة يُعرف باسم Plumber’s Companion، تم تدريبه على بيانات داخلية وأدلة الإصلاح الخاصة بالشركة، ما يسمح للفنيين بالحصول على حلول محددة وسريعة دون الحاجة لتصفح كتيبات ضخمة أو انتظار الدعم الفني من الشركات المصنعة.

وتشير إحصاءات Housecall Pro إلى أن أكثر من 70٪ من الحرفيين في أمريكا الشمالية جربوا أدوات الذكاء الاصطناعي، بينما يستخدمها نحو نصفهم بانتظام. ويعد السباكون الأكثر تفاؤلا حول تأثير الذكاء الاصطناعي على نمو أعمالهم، وهو ما يعكس تحولا واضحا في القطاع.

ويستخدم السباكون ChatGPT للحصول على إرشادات فورية في الميدان، سواء عن طريق رفع صور لمفاصل متسربة أو وصف مشاكل الضغط غير المنتظم في الأنابيب، ليقترح الروبوت خطوات تشخيصية وقطع غيار مناسبة في ثوانٍ. هذه الطريقة تقلل من الوقت الضائع وتزيد من كفاءة العمل.

وليس هذا التوجه محصورا في السباكة وحدها، فقد شهدت شركات أخرى مثل Gulfshore Air Conditioning & Heating في فلوريدا (وهي شركة متخصصة في خدمات التدفئة والتهوية وتكييف الهواء) زيادة ملموسة في الإيرادات بعد استخدام أنظمة الذكاء الاصطناعي لإدارة التسويق والتشخيص،

حيث زادت الإيرادات بمقدار 370 ألف دولار خلال 30 يوما وارتفعت قيمة الفاتورة المتوسطة بمقدار 150 دولارا، فيما مكّن الوقت الموفر الفنيين من التركيز على جودة الخدمة وزيادة المبيعات الإضافية.

لكن رغم النتائج الإيجابية، لا يزال هناك بعض التحفظات. في مجتمعات مهنية على الإنترنت، حيث يظل بعض المستخدمين متشككين من الاعتماد الكامل على الذكاء الاصطناعي خشية حدوث أخطاء في التشخيص.

ومع ذلك، يتفق الجميع على أن الذكاء الاصطناعي أداة تكمل المهارة والخبرة، وليس بديلاً عنها، فكما يقول إدوارد ماكفارلين من جمعية مقاولي التكييف الأمريكية: “هناك بعض التردد، لكن المد آتٍ بلا شك”.

إن اعتماد الحرفيين على التكنولوجيا يعكس تحولا جذريا في طريقة إدارة الأعمال اليدوية، ويؤكد أن الذكاء الاصطناعي لم يعد أداة للمستقبل فحسب، بل أصبح حاضرا يوميا في ورش العمل حول العالم.

البيان

زر الذهاب إلى الأعلى