
خلف جدران المنازل المدمرة في حلب بسوريا، يقاوم آلاف المدنيين البرد القارس بوسائل بدائية. فمعظم البيوت هنا بلا أبواب أو نوافذ، ما يجعلها مفتوحة على رياح الشتاء الباردة، فيما تغيب وسائل التدفئة عن الغالبية.
داخل هذه البيوت، يكتفي السكان ببطانيات قديمة وقطع نايلون لسد منافذ الهواء. بعضهم يلف النوافذ بأكياس بلاستيكية، وآخرون يعلقون الأغطية على الجدران لصد الصقيع، لكن ذلك لا يمنع الشعور بالبرد القاتل.
تقرير لمراسل سوريا الآن بهاء الحلبي يسلط الضوء على أوضاع أهالي حلب في ليالي الشتاء القارس:
أم محمد، إحدى النازحات، تقول “الدفاية ما فيه، حطينا البطانيات على الحيطان، والله العظيم عم نموت من البرد. لا باب ولا شباك، وما معنا شي والله”،
فيما يشكو أبو خالد من عجزه عن شراء مازوت أو حطب “منين نجيب؟ ما معنا حق صوبة ولا محروقات، نقضي ليلنا ملتفين بالحرامات”.
ويصف الأهالي وضعهم بأنه أسوأ من الموت، حيث يضطرون لارتداء عدة طبقات من الثياب، لكن ذلك لا يقيهم الصقيع.
أما الأطفال فينامون تحت أكوام من البطانيات، بينما كبار السن يعانون مضاعفات صحية بسبب انخفاض الحرارة.
الشتاء، الذي يُفترض أن يكون موسم خير، يتحول هنا إلى كابوس طويل، حيث يواجه الناس قساوة البرد بلا دعم كاف، في ظل الدمار الذي أصاب منازلهم نتيجة الحرب.
الجزيرة














