
يحظى المسرح الروماني في مدينة جبلة بمكانة تاريخية وثقافية، بوصفه أحد أبرز المعالم الأثرية والسياحية في الساحل السوري، وواحداً من الشواهد المعمارية التي تبرز عراقة المدينة وعمقها الحضاري الممتد عبر العصور.
وأوضح مدير دائرة الآثار في جبلة أيمن نابو، في تصريح لمراسلة سانا، أن بناء المسرح يعود إلى الفترة الرومانية، وقد شُيّد على هيئة نصف دائرة يبلغ قطرها نحو 90 متراً،
ويتّسع لما يقارب عشرة آلاف متفرج، ويضم 35 درجة حجرية نُفذت بدقة هندسية عالية تعكس براعة العمارة الرومانية في تصميم المسارح المفتوحة.
موقع استراتيجي في قلب المدينة
وقال نابو: إن “مسرح جبلة يحتل المرتبة الثانية من حيث الأهمية بعد مسرح بصرى الشام الأثري، ويمتاز بموقعه في قلب المدينة، ما يجعله جزءاً لا يتجزأ من الذاكرة الجمعية والهوية الثقافية لأهالي جبلة”، لافتاً إلى أن دراسات عالمية عديدة تناولته بوصفه واحداً من أجمل المواقع الأثرية على الساحل الفينيقي السوري.
وأشار نابو إلى أن مديرية الآثار تعمل حالياً على إعداد خطة شاملة لإدراج المسرح ضمن مسار سياحي متكامل يربط بين أبرز المعالم الأثرية في المدينة، مثل جامع السلطان إبراهيم بن الأدهم، والحمام التاريخي، والسرايا القديمة،
مبيناً أن الطابق الأرضي من مبنى السرايا سيُحوّل إلى متحف أثري يضم مقتنيات نادرة تعود لحقب تاريخية متعددة، لتسلّط الضوء على الحضارات التي تعاقبت على المنطقة.
رؤية لتفعيل السياحة الثقافية
وبيّن أن هذه الجهود تأتي ضمن رؤية متكاملة لتفعيل السياحة الثقافية في جبلة، مشدداً على أن أهمية المسرح لا تقتصر على قيمته الأثرية، بل تتعداها ليكون مركزاً ثقافياً وفنياً يحتضن العروض المسرحية والمهرجانات والفعاليات الفنية، مما يعزّز مكانة المدينة على الخارطة السياحية والثقافية السورية.
من جانبه، عبّر المواطن أمين حجازي (70 عاماً)، أحد أبناء المدينة الذين عايشوا تاريخها القديم، عن أمله في إحياء النشاط الفني والثقافي في المسرح الروماني من خلال استضافة العروض والمهرجانات، مؤكداً أن عودة الحياة إلى هذا المعلم تعيد له مكانته في قلوب أهالي جبلة وزوارها.
يُذكر أن المسرح الروماني في جبلة يتّسع لنحو ثمانية آلاف متفرج، ويقع في وسط المدينة بالقرب من المدينة القديمة، وقد شهد خلال السنوات الأخيرة أعمال ترميم وصيانة مستمرة بهدف استعادة معالمه الأصلية والحفاظ على قيمته التاريخية.









