المتحف الزراعي بدمشق.. نافذة على إرث تاريخي وعلمي
في كل زاوية من زوايا قاعات المتحف الزراعي بدمشق صورة من العراقة وأصالة التاريخ الزراعي السوري، ولوحة فنية تخبر زوارها عما تتميز به كل محافظة ومنطقة،
وتعرفهم على مراحل تطور أساليب الزراعة المحلية عبر العصور القديمة، وتقنياتها وأدواتها ومنتجاتها المتنوعة التي شكلت حجر الأساس في النهوض بهذا القطاع الاستراتيجي في البلاد.
إرث زراعي وتاريخي متنوع
رغم مساحتها الضيقة، تتيح القاعات السبع في المتحف الزراعي بدمشق إحاطة شاملة بتاريخ الزراعة السورية وبعض ملامح الإرث الزراعي العالمي، ما يجعلها محطة جذب لزوار المتحف.
وأوضحت مديرة المتحف، المهندسة نبال شيخة أن المعروضات تشمل أنواعاً مختلفة من البذور والأسمدة المستخدمة في الأراضي السورية، مرفقة ببطاقات تعريفية لكل صنف، إضافة إلى أصناف متعددة من القطن ومجسمات لمحالج قديمة توثق أدوات فصل الألياف عن البذور قبل ظهور الآلات الحديثة.
كما تتضمن القاعات عينات بحرية وسمكية، وأدوات فرز العسل، وطيور محنطة، ومجسمات لأدوات زراعية تاريخية، إلى جانب لوحات وتماثيل تعكس حضارات قديمة، ويختتم الزائر جولته في “المضايف” التي تحاكي الموروث الثقافي العربي من خلال شخصيات محنطة تمثل طقوس الضيافة التقليدية.
متحف زراعي بمثابة موسوعة أكاديمية
أكدت معاونة مديرة المتحف، المهندسة الزراعية ليباء محرز أن المتحف يمثل محطة علمية وزراعية مهمة، وبات موسوعة أكاديمية ومصدراً بحثياً لطلاب الزراعة والباحثين المتخصصين، إضافة إلى كونه مرجعاً يستفيد منه طلاب الفنون الجميلة عبر المنحوتات واللوحات التي تجسد الإرث التاريخي المحلي والعالمي.
من جانبه، أشار مسؤول الاستقبال في المتحف لؤي زعيّن إلى أن الزوار والباحثين يحصلون على بطاقات تعريفية ومعلومات مفصلة عن المقتنيات والعينات الزراعية المعروضة، بما يلبي احتياجاتهم العلمية ويسهم في إنجاز بحوثهم.
المتحف محطة جذب للسياح
“هذا المكان دافئ”، بهذه العبارة اختصرت إحدى السائحات الأجنبيات شعورها خلال زيارتها لقاعات المتحف الزراعي، وفق المهندسة محرز، التي أكدت استقبالها عدداً كبيراً من السياح الأجانب والمغتربين، والدخول بنقاشات وحوارات عميقة معهم حول ما تتميز به المعروضات الزراعية المحلية والتاريخية المعروضة في المتحف، وتبادل الأفكار حول ما تقتنيه المتاحف العالمية، وما يمكن الاستفادة منه في المتاحف السورية.
ولفتت محرز إلى أن الزوار الأجانب عبروا عن فرحتهم للاطلاع على التاريخ الزراعي السوري، وما تقتنيه قاعات المتحف من معدات ومنتجات زراعية محلية، وإرث تاريخي عريق يعكس حضارات قديمة، وثمنوا الجهود في التعريف بالتاريخ السوري من خلال معروضات المتحف.
إرث حضاري يسعى للتوسع
وبينت المهندسة محرز أن مقتنيات المتحف تعد ذاكرةً وإرثاً حضارياً وعلمياً للزراعة السورية، وتبذل كوادره الجهود بالتعاون مع وزارة الزراعة في الحفاظ على التاريخ الزراعي السوري بالشكل الأمثل.
ودعت محرز إلى إمكانية العمل على توسيع المتحف الزراعي بالشكل الذي يمكن أن يحتضن أكبر عدد من المقتنيات والنماذج الزراعية التي تتميز به سوريا.
يذكر أن المتحف الزراعي السوري تأسس في دمشق عام 1961، وهو تابع لوزارة الزراعة والإصلاح الزراعي، ويُعد ذاكرة الزراعة السورية، ويعرض المتحف تاريخ الزراعة والنباتات والحيوانات في سوريا،
ويتألف من قاعات تحمل أسماء علماء عرب برعوا في الزراعة، مثل الجاحظ وابن البيطار، ويضم المتحف أدوات زراعية قديمة، ومقتنيات منوعة، ومجسمات، ونماذج لأنواع الزراعة المختلفة، ولا يتطلب الدخول إليه رسوماً.
سانا