ثقافة وفن

اللاذقية… مدينة على المتوسط تجمع بين التاريخ والتنوع الحضاري

تعد مدينة اللاذقية الواقعة على الساحل السوري المطل على البحر المتوسط، من المدن ذات الامتداد التاريخي..

إذ تشير بعض المصادر إلى أن جذورها تعود إلى العصر البرونزي بين عامي 1200 و1000 قبل الميلاد، وعلى مر القرون، عايشت المدينة حضارات متعددة تركت بصماتها على عمرانها ونسيجها الاجتماعي.

تنوع حضاري

لا يزال الطابع العمراني الذي وضعه المؤسسون الأوائل بادياً في قلب المدينة من خلال شوارعها القديمة، مثل القوتلي و8 آذار وعدنان المالكي، وصولاً إلى واجهتها البحرية، بحسب نائب رئيس جمعية العاديات بسام جبلاوي.

وأوضح جبلاوي في حديثه لمراسل سانا أن اللاذقية تتميز بتنوع حضاري يعكس نسيجاً اجتماعياً متناغماً، مشيراً إلى أن التعايش بين مكوناتها المختلفة جعلها نموذجاً للاستقرار والعيش المشترك.

شواهد أثرية

تضم المدينة معالم أثرية تعود إلى حقب زمنية متعددة، أبرزها قوس النصر وأعمدة باخوس، إضافة إلى أحيائها التاريخية المعروفة باسم “المحلات”، والتي تقلص عددها من 27 إلى 9 أحياء ما تزال قائمة،

مثل سوق الداية والعشر والشيخ ضاهر. كما يُعد جامع البازار أحد أبرز معالمها الدينية القديمة، إلى جانب الحمامات الأثرية وسوق البازار القديم.

وأشار المواطن أحمد خلف كريم الحميد إلى أن عدداً من الأبنية التاريخية تضررت جراء الزلزال الذي ضرب المنطقة في شباط 2023، مناشداً الجهات المعنية ترميمها للحفاظ على إرث المدينة.

وجهة سياحية

على الصعيد السياحي، تمتلك اللاذقية مقومات طبيعية وتاريخية تجعلها وجهة مهمة.

وقال المواطن محمد عبد القادر عثمان: إن عودة المغتربين لزيارتها بعد تحرير البلاد من النظام البائد تمثل مؤشراً إيجابياً على حالة الأمن والاستقرار، مضيفاً: إن المحافظة قادرة على المساهمة في تنشيط الاقتصاد المحلي من خلال استثمار مواردها السياحية.

ويصف أبناء اللاذقية مدينتهم بأنها مدينة منفتحة تستقبل زوارها وتمنحهم مكانة مميزة، ما يجعلها وجهة ملائمة للسياحة والاستثمار في آن واحد،

وبفضل تاريخها الطويل وتنوعها الاجتماعي، تواصل أداء دورها كمدينة محورية على المتوسط، تجمع بين الماضي والحاضر وتعبّر عن قيم التعايش والانفتاح.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى