شهد قطاع تربية النحل السوري تراجعاً غير مسبوق، حيث انخفض الإنتاج بنسبة تقارب 75% مقارنة بالسنوات السابقة، بدأت الأزمة مع موجات الصقيع التي ضربت محاصيل الليمون وأزهارها في بداية الموسم،
ما أفقد النحل مصدره الأساسي للرحيق ومنع النحالين من بدء دورة الإنتاج المبكرة، ومع ضعف الإمكانيات، لم يتمكن كثيرون من توفير تغذية تحفيزية للنحل، ما أدى إلى تدهور الإباضة والحضنة.
الجفاف يحد من البدائل الزراعية
اتجه النحالون بعد خسارة الليمون نحو زراعة اليانسون وحبة البركة، لكن الأراضي كانت فقيرة بالزراعة نتيجة الجفاف، هذا التراجع دفع آلاف الخلايا إلى التزاحم في مساحات محدودة، ما أدى إلى انخفاض إضافي في الإنتاج بسبب شح الأزهار.
الحرائق تلتهم المناحل الجبلية
بسبب ارتفاع تكاليف النقل، توجّه كثير من النحالين إلى المناطق الجبلية أملاً في تعويض النقص بالزهور، إلا أن الجبال كانت يابسة، والأشجار لا تزهر، ومع ندرة الندى جاءت الحرائق لتقضي على ما تبقى من المناحل وتدمر الطبيعة المحيطة.
مناحل قليلة باقية… لكنها مهددة
لا يملك النحالون اليوم سوى عدد قليل من المناحل الناجية، لكنها معرضة للموت بفعل فقدان البيئة الطبيعية وعدم القدرة على تقديم الرعاية، ويشير أمين قابقلي، رئيس لجنة النحالين في غرفة زراعة اللاذقية إلى أن نسبة النحالين الفاعلين تراجعت من 100% إلى أقل من 25%، قائلاً بحزن: “حتى من نجا من النار، لن ينجو من الجفاف والفقر”.
دعوة عاجلة لإنقاذ القطاع
التحديات المتلاحقة التي تواجه قطاع النحل تنذر بخطر كبير يهدد الأمن البيئي والغذائي، ما يستدعي تحركاً فورياً من الجهات المعنية لدعم النحالين، وإنقاذ ما تبقى من هذا القطاع الحيوي.
في ظل هذا الواقع المرير، يحتاج قطاع تربية النحل السوري إلى تدخل عاجل يعيد له الحياة، فالمناحل المنهكة لا تحتمل موسماً جديداً من الخسائر والكوارث، وسط غياب الموارد والدعم، إنقاذ النحل هو إنقاذ للبيئة… ولرزق آلاف الأسر التي باتت مهددة بالعزلة والفقر.
سانا
