
الخيط العربي مهنة تراثية شرقية قديمة، تحمل في بعدها هوية موروث ثقافي حضاري يعود لأكثر من 1400سنة، وتُعد من الفنون الإسلامية التي كانت تزّين بها أبواب ومنابر ونوافذ الجوامع.
ظهرت في العصر الأموي، وفق ما ذكر المهندس الحرفي جهاد روحي الدهان لصحيفة الثورة، وقد صمم الحرفيون أشكالاً هندسيةً من الخط المستقيم والدائرة والمثلث، وسُمي بالعربي لأن العرب هم من وضعوه، رغبةً منهم في تزيين المساجد والقصور الأموية،
وانطلقوا في تصاميمهم من وضع نقطة واحدة تكون قطراً في دائرة هندسية، ترتبط بخطوط الخيط العربي لتشكل تناغماً هندسياً فيما بينها، منها المسدس، المثمن، المعشر، والاثنا عشر، ويمكن أن تصل إلى الأربع والعشرين.
وأكد الحرفي الدهان على تصنيفها ضمن الحرف اليدوية الدقيقة، نظراً لما تتطلبه من الدقة والإتقان، في تفصيل القطع الصغيرة بالزوايا والأبعاد المحددة لكل تصميم، لتشكيل الرسمة الهندسية المطلوبة،
إضافةً إلى أن عملية تركيب القطع تتم بعملية التدكيك فقط من دون استخدام الغراء أو المسامير، فالقطع تثبت ببعضها بعضاً، وهي الطريقة نفسها المعتمدة في القديم.
ويشير إلى إجراء عملية تعشيق بين نوعين من الخشب، الأول: “خشب الجوز” البلدي الذي يميل لونه إلى البني بكامل تدرجاته، وتملأ به الفراغات التي تشكلها الخطوط الهندسية المتداخلة، التي تصنع من لون مغاير من الخشب وهو النوع الثاني الذي يميل إلى اللون الفاتح المائل للأصفر.
وأوضح الحرفي الدهان أنه يمكن تطعيم خشب الجوز بالصدف أو العظيم أو بإدخال النقش، وهو ما عمل عليه من خلال الجمع بين الحرفة التي ورثها عن جده ووالده وبين شهادة الهندسة المدينة لينعكس ذلك إبداعاً من خلال المزج بين مهنة الخيط العربي والأرابيسك والنقش والحفر والزجاج المعشق.
وذكر أن حرفة الخيط العربي عانت مثل باقي الحرف التراثية اليدوية من فترة ركود منذ بداية الثورة، ولكن هناك بريق أمل بدأ يلوح بالأفق بعد التحرير، اعتبره بداية جديدة مشرقة للانفتاح على العالم لتستعيد كل الحرف ألقها ومكانتها التاريخية.
صحيفة الثورة