
يعاني المزارعون في منطقة الغاب عموماً، وبلدة كفرنبودة بريف حماة خصوصاً، من خسائر فادحة خلال الموسم الصيفي الحالي، نتيجة الجفاف الحاد وقلة الموارد المائية،
إلى جانب ارتفاع تكاليف مستلزمات الإنتاج الزراعي، ما يستدعي تدخلاً عاجلاً من الجهات المعنية لوضع خطط بديلة وتدابير فعالة تضمن استمرارية الإنتاج الزراعي في المنطقة.
مزارعون: الجفاف وانحباس الأمطار دمّرا المحاصيل
رصدت سانا الواقع الزراعي في كفرنبودة، حيث أجمع عدد من المزارعين على أن الجفاف وانحباس الأمطار شكّلا التحدي الأكبر هذا الموسم، متسببين بانتشار الآفات الزراعية، وعلى رأسها الدودة الخضراء، التي ألحقت أضراراً جسيمة بمحاصيل الذرة والفستق والخضار.
المزارع عبد الرحمن دبيس أوضح أن تشغيل الآبار يتطلب طاقة كهربائية غير متوفرة بسبب التقنين، داعياً الجهات المختصة إلى تقديم الدعم اللازم للفلاحين لضمان استمرار الإنتاج.
أما المزارع محمد عليوي، فأشار إلى أن شحّ الهطولات المطرية في الشتاء الماضي أدى إلى شبه انعدام إنتاج محاصيل القمح والشعير والحمص والعدس والحبة السوداء، كما تأثرت المواسم الصيفية بالحشرات الطائرة،
مؤكداً أن الاعتماد على الطاقة الشمسية لا يتيح سوى زراعة مساحات محدودة، في ظل ارتفاع أجور اليد العاملة والأسمدة والبذار.
مدير الزراعة: تراجع حاد في الإنتاج وإلغاء محاصيل من الخطة الزراعية
من جانبه، أكد مدير الشؤون الزراعية والوقاية في الهيئة العامة لإدارة وتطوير الغاب طلال مواس أن الظروف الجوية القاسية والجفاف أثرا بشكل كبير على إنتاجية المواسم الزراعية، ما أدى إلى خروج مساحات واسعة من الخدمة، وإلغاء زراعة محاصيل أساسية كالقطن بسبب نقص المياه.
وأشار مواس إلى أن عدد الآبار المستثمرة في كفرنبودة تراجع من 270 إلى 66 بئراً فقط، نتيجة التخريب وسرقة المعدات من قبل النظام البائد، إضافة إلى ارتفاع تكاليف الإنتاج وضعف الواقع المعيشي، والحرائق التي شهدتها المنطقة والتي أسفرت عن احتراق نحو 80 ألف شجرة مثمرة.
دعوات لتدخل عاجل وخطط دعم مستدامة
في ظل هذه التحديات، يطالب المزارعون والجهات المحلية بتدخل عاجل من الجهات المعنية، وتوفير الدعم الفني والمادي اللازم، لضمان استمرارية الزراعة في كفرنبودة، والحفاظ على الأمن الغذائي في المنطقة، وخاصة في ظل تراجع المساحات المزروعة وتدهور الإنتاج.
في ظل التحديات المناخية والاقتصادية التي تواجه الزراعة في كفرنبودة، يبقى دعم الفلاحين أولوية وطنية لضمان الأمن الغذائي، والواقع الزراعي الراهن يستدعي تحركاً عاجلاً من الجهات المعنية لتأمين الموارد وتطوير الحلول المستدامة،
فاستمرارية الإنتاج الزراعي ليست قضية محلية فحسب، بل ركيزة أساسية لاستقرار المجتمع بأكمله.













