
يختزن الجامع الكبير في معرة مصرين بريف إدلب تحفة معمارية تحكي تاريخ إحدى مدن شمال غرب سوريا، ويتميّز بتصميمه المعماري الفريد وزخارفه التي بقيت شاهداً على التحولات التاريخية للمكان.
يعود تاريخ بناء الجامع إلى العصور القديمة، حيث كان في بدايته معبداً وثنياً، ثم تحوّل إلى كنيسة قبل أن يصبح جامعاً إسلامياً، وشهد مراحل توسّعية خلال العهدين المملوكي والعثماني، وبعد استقلال سوريا،
ويتميّز بقبابه الـ 48 المرتكزة على أعمدة ضخمة، كما يضمّ في صحنه أربعة خزّانات مائية وفق مدير الآثار في إدلب حسّان إسماعيل، مشيراً إلى أن الجامع حافظ على طرازه المعماري حتى الوقت الراهن.
بدوره أوضح مؤذن الجامع عبد الجواد دعدوش، أن الجامع كان شاهداً حيّاً على تاريخ المدينة، ويعد من أبرز جوامع معرة مصرين ويصلي به أهالي المدينة والقرى المجاورة.
من جهته أشار عبد المجيد غنيم معلم متقاعد من أبناء المدينة إلى أن الجامع الكبير في معرة مصرين يُعدّ مركزاً للتعليم الديني والثقافي،
ويستقطب الزوّار والباحثين المهتمين بفن العمارة الإسلامي، وتبلغ مساحته، عدا الباحة، نحو 1200 متر مربع، بينما تضمّ الباحة سبعة أبواب للحرم تتجه شمالاً، وسبعة أبواب للإيوان الأيمن، ومثلها للإيوان الأيسر.
وأكد غنيم أن الجامع لا يزال يحتفظ بنقوش قديمة تعود للعصور البيزنطية والأموية والمملوكية، ويمثل رمزاً للوحدة الاجتماعية والتواصل بين أبناء المدينة والمناطق المجاورة.
ويشكل الجامع الكبير في معرة مصرين، الهوية التاريخية للمدينة، ووجهة لكل من يرغب في التعرّف على تراثها الثقافي والديني العريق، إذ تضمّ معرة مصرين أكثر من 20 موقعاً أثرياً، أشهرها الجامع الكبير.












