مع ارتفاع درجات الحرارة في كل صيف، تعود عربات التين الشوكي أو الصبار لتأخذ مكانها على الأرصفة في مدينة دمشق، حاملةً معها الانتعاش والرزق، ومتحولةً إلى محطات استراحة للمارة.
الصبار فاكهة الصيف المنعشة ومصدر للرزق الموسمي
تعد فاكهة التين الشوكي ذات الأشواك الحادة، والمعروفة محلياً بالصبار جزءاً من المشهد الدمشقي السنوي، إذ يتجمع الناس حول الباعة لتناول ثمارها الطازجة، بحثاً عن انتعاش طبيعي وسط لهيب الصيف، يروي العطش وينعش الجسد، كما أنها تشكل مصدر رزق موسمي لعشرات العائلات.
سر إقبال الناس على الصبار في دمشق
وفي لقاءات مع مراسلة سانا قال أبو محمد الرفاعي أحد الباعة الموسميين في منطقة الروضة: “إن الناس يحبون فاكهة الصبار لأنها منعشة ورخيصة، وخصوصاً في هذا الحر، وإن الإقبال على الشراء جيد وخاصة في فترة العصر والمساء”، معتبراً أن “التحدي في العمل يتمثل بتقشير الثمار بسرعة دون المساس بأشواكها”.
الأسعار والجودة معادلة يوازنها الباعة
وأشار البائع أبو ياسين طباع بمنطقة المزرعة إلى أن جودة التين الشوكي تختلف حسب المنطقة التي يأتي منها، والناس تعرف الفرق من أول قضمة، مبيناً أنه تعوّد على التعامل مع الأشواك وأصبح تقشيرها سهلاً بالنسبة له، وذلك بسبب خبرته الطويلة بالتعامل معها، حيث يستخدم قفازات خاصة وسكاكين حادة.
وبالنسبة للأسعار أوضح البائع أبو محمود أنه يحاول أن يبقيها مناسبة حتى لا يخسر زبائنه، لكن الأسعار تتغير حسب الكمية المتوفرة وجودة الصنف، بينما رأى البائع الشاب عبد الله جمعة أن موسم الصبار مهم جداً بالنسبة له فهو يشكل مصدر رزق جيداً يساعده في تغطية نفقات معيشته.
وقالت السيدة أم سعيد : “إن سعر الصبار معقول جداً، وخاصة إذا اشتريناه من الباعة مباشرةً مقشراً وجاهزاً”.
نكهة لا تنسى
وأوضحت السيدة هالة تيناوي خلال شرائها من أحد الباعة في منطقة الروضة، أن الصبار فاكهة موسمية مرتبطة بالصيف، طعمها المميز ينعش القلب، كما أنها طبيعية ومفيدة للهضم، ونكهتها لا تنسى.
ورأى كل من أنس بيرقدار وعبد القادر كنعان أن الصبار جزء من ذاكرة المدينة، حيث لا يكتمل صيف دمشق دون عربات الصبار، فمنذ الصغر كانا يبتاعانه من الباعة في الحي، وله نكهة مرتبطة بذكرياتهم.
الصبار صديق للجهاز الهضمي والقلب
وبين الاختصاصي بالأمراض الهضمية الدكتور إياد نده أن التين الشوكي من الفواكه الغنية بالقيم الغذائية والفوائد الصحية، إذ يساعد على تحسين الهضم، وتقليل الالتهابات، وتنظيم سكر وكوليسترول الدم.
ويعمل الصبار وفقاً للدكتور نده على تعزيز صحة الجهاز الهضمي، لكونه غنياً بالألياف ومضادات الأكسدة التي تسهم بتحسين عملية الهضم، وتقليل الإمساك، ودعم صحة الأمعاء بشكل عام، إضافة إلى كونه يخفض الكوليسترول الضار في الجسم ويدعم صحة القلب، ويحوي نسباً عاليةً من البوتاسيوم لضبط الضغط.
وأشار الدكتور نده إلى أن الألياف الموجودة في الصبار تعمل على إبطاء عملية امتصاص السكر، الأمر الذي يسهم بتنظيم نسب السكر في الدم، لكنه لا يمكن أن يكون علاجاً بديلاً عن الأدوية لدى مرضى السكري.
نصائح طبية لتناول الصبار
ونصح الدكتور نده بتناول الصبار بعد الطعام وخاصة الأشخاص الذين يعانون حساسية المعدة، تجنباً لحدوث أي مشاكل هضمية، مبيناً أن الإفراط بتناوله يمكن أن يسبب إسهالاً وانتفاخاً في المعدة.
زراعة محدودة وشعبية واسعة
ورغم الشعبية الواسعة التي يحظى بها التين الشوكي في دمشق، لا تزال زراعته محدودة، ويستخدم غالباً سياجاً طبيعياً في البساتين، وخاصة في مناطق مثل داريا والمزة.
سانا
