استئناف إصدار إجازات السوق.. تدريب مطوّر وإجراءات ميسرة

استأنفت مدارس تعليم قيادة المركبات في سوريا نشاطها بشكل رسمي، بعد إعلان وزارة النقل عودة التسجيل للحصول على إجازات السوق اعتباراً من ال 20 من تموز الفائت، وذلك في خطوة لاقت ترحيباً واسعاً من المواطنين، وتأتي ضمن الجهود الحكومية لإعادة تفعيل القطاعات الخدمية بعد تحرير البلاد.
وفي جولة لمندوبة سانا على عدد من المدارس في دمشق وريفها، لوحظ إقبال لافت من المتدربين، وخاصة الشباب والطلاب الجامعيين، وسط إشادة بأساليب التدريب المطوّرة التي تعتمد الدمج بين التعليم النظري والتطبيق العملي، بما يتماشى مع متطلبات السلامة المرورية الحديثة وتطورات قطاع النقل.
إجراءات مبسطة ورسوم موحدة
مدير مدرسة “الكسوة الحديثة لتعليم قيادة المركبات” علاء عوض أوضح أن المدرسة استأنفت التسجيل، بعد اجتماع تنسيقي جمع مسؤولي المدارس مع وزارة النقل، حيث تم تذليل كل العقبات الإدارية والفنية التي كانت تعرقل العمل سابقاً.
وأشار عوض إلى تقديم تسهيلات جديدة للمتدربين، أبرزها إلغاء الحاجة للتوجه إلى مراكز خارج المدرسة لإجراء الفحص، حيث تتم كل الإجراءات ضمن مبنى المدرسة.
وأكد عوض أن الدورة الحالية مدتها 15 يوماً، وتشمل تدريباً نظرياً وعملياً متكاملاً، برسوم موحدة بلغت 600 ألف ليرة سورية، مع وعود حكومية بإعادة النظر في الأسعار مطلع العام القادم.
ولفت عوض إلى أن المدرسة تستقبل المتقدمين من مختلف الفئات ” الدراجات، والسيارات الخاصة والعمومية، ومركبات الأشغال والمركبات الزراعية”.
شهادات حديثة وصلاحيات طويلة
وبحسب وزارة النقل، فإن الشهادة الجديدة تتمتع بمدة صلاحية تصل إلى 8 سنوات، وتُجهز في اليوم نفسه بعد اجتياز اختبار السواقة، مع مراعاة بعض الحالات الصحية التي تُخفض الصلاحية إلى سنتين.
كما تم توحيد إجراءات التسجيل ضمن المدارس نفسها، دون الحاجة إلى مراجعة دوائر المرور، أما تجديد الإجازات فهو متوقف مؤقتاً بانتظار التعليمات الناظمة الجديدة.
برنامج تدريبي متكامل
مشرف التدريب النظري الدكتور محمد سليم بين أن البرنامج ينقسم إلى قسمين:
النظري (10 ساعات)، ويتناول الإشارات المرورية، والميكانيك، والسلامة العامة.
العملي، ويشمل التدريب على القيادة الفعلية، وصف المركبات، والتعامل مع ظروف السير المختلفة.
وأكد سليم أن الهدف هو تخريج سائقين يمتلكون المهارة والمعرفة الكافية للقيادة الآمنة.

المدارس الخاصة… دور فاعل في رفع المستوى
مدرب الجانب العملي في مدرسة “الشام الخاصة” عمار المحمد، قال: إن التدريب العملي يُركز على التطبيق الواقعي وليس فقط اجتياز الفحص، مشيراً إلى أن الطالب يتعلم القيادة منذ الخطوة الأولى، من الجلوس الصحيح إلى التعامل مع الحالات الطارئة.
وأشار المحمد إلى أن وزارة النقل تعمل على أرض الواقع بجدية لتخريج سائقين يمتلكون المعرفة والتقنية، وسلوك القيادة الآمنة.
انطباعات المتدربين
وأشار محمد دهان إلى أن الدورة شاملة وممتعة، مشيداً بالدمج بين التدريب على السيارات العادية والأوتوماتيك، وفهم الميكانيك وإشارات المرور.
بينما رأت حنان الشاغوري أن المتابعة الدقيقة في التدريب تُعزز من كفاءة السائقين، لافتة إلى أن التدريب تضمن مزيجاً متكاملاً من التدريب النظري والعملي.
وأشارت الشاغوري إلى أن الأساتذة يعتمدون أسلوب الشرح المفصل بالأمثلة الواقعية، ويترافق ذلك مع تطبيق عملي شامل لتقنيات الميكانيك، والإشارات، والسلامة، بينما وصف نبيل هدلة الدورة بأنها غنية بالمعلومات ومفيدة جداً وخصوصاً في الميكانيك والسلامة.
نحو منظومة مرورية أكثر أماناً
مشرف مدرسة “الشام الخاصة” زهير المالكي أكد أن المرحلة الحالية تتوّج جهوداً دامت لأشهر بالتنسيق مع وزارة النقل، مشيراً إلى أن المدارس الخاصة تسعى إلى رفع مستوى إجازة السوق السورية لتواكب المعايير العالمية.
وعن الوثائق المطلوبة، بين المالكي أنها تقتصر على الهوية الشخصية وصورتين شخصيتين، أو جواز السفر في حال عدم توفر الهوية، لافتاً إلى أن الدورات التدريبية تعكس إصراراً واضحاً على النهوض بقطاع تعليم قيادة المركبات في سوريا، ورفد المجتمع بسائقين مؤهلين قادرين على تعزيز السلامة المرورية.
وتواصل وزارة النقل السورية متابعة واقع مدارس تعليم القيادة وتقديم التسهيلات اللازمة، بهدف تمكين المواطنين من الحصول على إجازة سوق بكفاءة وسهولة، في إطار خطتها للنهوض بقطاع النقل والسلامة المرورية.
سانا