إعادة افتتاح واحدة من أقدم الكنائس السورية في إدلب
أُعيد افتتاح كنيسة «القديسة آنا» رسمياً في قرية اليعقوبية غرب إدلب، برئاسة مطران الأرمن الأرثوذكس لأبرشية حلب وتوابعها، ماكار أشكاريان، بالتزامن مع إحياء ذكرى «القديسة آنا»، أحد أبرز الأعياد الدينية لدى أبناء الطائفة الأرمنية الأرثوذكسية في سوريا.
وقريتا «اليعقوبية» و«القنية» بريف جسر الشغور غرب إدلب، من البلدات ذات الغالبية المسيحية والأرمن السوريين وقد تعرضت، عام 2013، لتهجير قسري جراء أعمال العنف، وفرض إجراءات تمييزية، كفرض الحجاب وعدم إظهار الانتماء الديني وإزالة الصلبان ومنع قرع أجراس الكنائس وعدم إقامة احتفالات دينية في الحيز العام، وفق قناة «الإخبارية» السورية.
وغادرت 650 عائلة البلدتين آنذاك، ليتبقى فيهما نحو 240 شخصاً فقط. وبعد أعوام عادت ثلاثون عائلة كانت قد نزحت إلى داخل سوريا، عن طريق مديرية شؤون الطوائف في حكومة «هيئة تحرير الشام» في إدلب، التي اتجهت إلى تخفيف القيود التمييزية،
وعادت الكنائس لتحتفل بطقوسها عام 2021 مع بدء المساعي لإعادة المسيحيين والمحافظة على التعدد الديني في إدلب. وقام أحمد الشرع «الجولاني»، قائد «هيئة تحرير الشام» في حينها، بزيارة القريتين «اليعقوبية» و«القنية»، عام 2022، والتقى الأهالي واستمع إلى مطالبهم.
مصادر أرمنية قالت، من جهتها، لـ«الشرق الأوسط»، إن قرية اليعقوبية ذات الغالبية الأرمنية واللاتينية (الكاثوليكية)، لها رمزية خاصة لدى المسيحيين في سوريا، إذ كانت أديرة وكنائس بلدتَي القنية واليعقوبية مقصداً لنشاطات الشبيبة الصيفية من الكنائس في المحافظات السورية الأخرى الذين كانوا ينتظرون فصل الصيف لزيارة كنائس إدلب ولقاء إخوتهم، وسط طبيعة غنية روحياً وحضارياً واجتماعياً، إلا أنهم حُرموا منها لأربعة عشر عاماً.
وعَدّت المصادر إعادة تأهيل كنيسة «القديسة آنا» والاحتفال بالعيد السنوي الذي يستقطب الحجاج من كل المناطق، بما فيها من خارج سوريا، «دليلاً على بدء التعافي»، رغم أن طريق التعافي طويل وشاق.
واحتفلت قرية اليعقوبية بعيد القديسة آنا، شفيعة الكنيسة التي تحمل اسمها، في 10 أغسطس (آب) الحالي، بمشاركة حجاج أرمن سوريين من حلب واللاذقية، ووفود من لجان أخوية من المحافظات شاركوا في الترتيبات الخاصة بتكريس الكنيسة، بالتزامن مع العيد السنوي.
تُعد كنيسة «القديسة آنا» من أقدم المعالم التاريخية في سوريا، ويعود تشييدها إلى أوائل القرن الخامس الميلادي، في عهد الملكة هيلانة، وفق الرواية الكنسية، وتعرضت إلى أضرار كبيرة جراء زلزال ضرب المنطقة عام 1722، ليعاد ترميمها في عام 1814. كما جرى ترميمها مرة أخرى في عام 1914. وفي عام 1995 جرى تجديد كامل للهيكل والمذبح.