حي المنشية بدرعا البلد… ذاكرة المعركة الكبرى وصمود الأهالي

في قلب مدينة درعا البلد، يقف حي المنشية كرمز حي لصمود السوريين في وجه آلة الحرب، وكتوثيق دامٍ لمعركة “الموت ولا المذلة” التي شكلت منعطفاً تاريخياً في الجنوب السوري،
المعركة التي استمرت قرابة شهر، شهدت مواجهات شرسة بين قوات النظام البائد والثوار، وأسفرت عن دمار واسع وخسائر بشرية ومادية جسيمة.
معركة الموت ولا المذلة: ملحمة بطولية
خاض الثوار معركة شرسة ضد قوات النظام البائد، تمكنوا خلالها من تكبيدها خسائر كبيرة في العتاد والجنود.
القصف العنيف طال الحي بمختلف أنواع الأسلحة، ما أدى إلى تدمير واسع في الأبنية السكنية والبنية التحتية.
نسبة الدمار في الحي، وفق مجلس مدينة درعا، تتراوح بين 65 و70%.
شهادات من قلب الحدث
سليمان الجوابرة الذي فقد ابنته ومنزله خلال المعركة، قال: “نقلت عائلتي إلى مكان آمن بعد اشتداد القصف، لكننا فقدنا كل شيء ولم نحصل على أي تعويض حتى اليوم”.
حسين أبا زيد، أحد المشاركين في المعركة، روى كيف قاد دبابة لتدمير حاجز أبو نجيب، مؤكداً أن الثوار كانوا مؤمنين بالنصر رغم القصف المتواصل.
سامر الصياصنة: وصف المعركة بأنها “صعبة منذ يومها الأول”، مشيراً إلى كثافة القصف وسقوط العديد من الضحايا بين شهداء وجرحى.
جهود إعادة الإعمار
أطلق مجلس مدينة درعا حملة لترحيل الأنقاض بدأت في 8 حزيران وما تزال مستمرة.
فتح باب التسجيل لأصحاب البيوت المدمرة في النافذة الواحدة بالمجلس.
تعمل منظمتان على إعادة تأهيل جزئي لبعض المنازل المتضررة.
حي المنشية لا يزال يحمل آثار المعركة، لكنه أيضاً يحمل ذاكرة شعب قاوم القهر وسعى لنيل الحرية، في واحدة من أكثر الصفحات إيلاماً وكرامة في تاريخ درعا البلد.
سانا