صحة

أخطاء شائعة تطيل عمر نزلات البرد وتهدد مناعتك

مع كل موسم تقلبات جوية تبدأ رحلة البحث عن «الشفاء السريع» من نزلات البرد الشائعة. ولكن في خضم هذه الرحلة، يقع الكثيرون فريسة لممارسات وعادات خاطئة لا تطيل مدة المرض فحسب،

بل قد تسبب مضاعفات خطيرة وتضعف فاعلية جهاز المناعة على المدى الطويل، لأن نزلة البرد عدوى فيروسية لا يمكن «قتل» فيروساتها بالمضادات، والاعتماد المفرط على بعض الأدوية قد يأتي بنتائج عكسية.

الخطأ: يعتقد العديد من المرضى أن المضاد الحيوي هو «الحل السحري» لإنهاء أعراض البرد بسرعة، ويقومون بالإلحاح على الأطباء لوصفه أو يتناولونه ذاتياً من صيدلية المنزل.

والمعروف أن نزلات البرد والإنفلونزا سببها الفيروسات، بينما المضادات الحيوية مصممة لمكافحة البكتيريا.
تناول المضاد الحيوي ضد عدوى فيروسية هو خطأ طبي فادح،

لأنه لا يفيد ولن يعالج البرد أو يسرّع الشفاء، بل يزيد من خطر مقاومة البكتيريا للمضادات الحيوية (وهي مشكلة صحية عالمية كبرى)، ويضعف المناعة ويقتل البكتيريا النافعة في الأمعاء، ما يؤثر سلباً على ميكروبيوم الجسم ووظيفته المناعية.

حلول طبية

الحل الطبي الناجح؛ لا تتناول المضاد الحيوي إلا إذا أكد الطبيب وجود عدوى بكتيرية ثانوية (مثل التهاب الجيوب الأنفية أو التهاب الأذن الوسطى).

الإفراط في استخدام بخاخات الأنف المزيلة للاحتقان أيضاً من الأخطاء الشائعة لأن استخدام بخاخات الأنف المزيلة للاحتقان (المضيقة للأوعية الدموية) بشكل متكرر ولفترات طويلة للحصول على راحة سريعة.

هذه البخاخات تعمل بشكل فوري لتضييق الأوعية الدموية في الأنف، ما يقلل التورم ويفتح الممرات الهوائية، ولكن الأطباء يحذرون من استخدامها لأكثر من 3 أيام متتالية.

التأثير العكسي

الاستخدام المطول (أكثر من 3 أيام) يسبب ما يعرف بـ«احتقان الارتداد»، حيث تتورم الممرات الأنفية مرة أخرى بشكل أسوأ بمجرد زوال مفعول الدواء، ما يدفع المريض لاستخدام البخاخ أكثر، ويدخل في حلقة مفرغة من الاعتماد على البخاخ وزيادة الاحتقان.

أما البديل الآمن فهو استخدام المحلول الملحي لغسل الأنف وشطفه، أو استنشاق البخار لترطيب الممرات الهوائية وتخفيف المخاط.

أهمية النقاهة

إهمال الراحة الجسدية واعتقاد «القدرة على المشي مع المرض» من الأخطاء الكارثية للمرضي لأن الإصرار على ممارسة الحياة بشكل طبيعي، بما في ذلك الذهاب إلى العمل وممارسة التمارين الرياضية الشاقة، مدّعين أن المرض «خفيف» أو«يمكن التغلب عليه».

الراحة والنوم هما حجر الزاوية في علاج أي عدوى فيروسية، يحتاج الجسم إلى توجيه كل طاقته لدعم الجهاز المناعي ومكافحة الفيروس.

إهمال الراحة يستنزف الطاقة، ما يطيل فترة التعافي ويجعل الجسم أكثر عرضة للمضاعفات مثل التهاب الشعب الهوائية، كما أن الذهاب إلى الأماكن العامة يساهم في نشر الفيروسات للآخرين.

خفض الحرارة المنخفضة جداً

ومن الأخطار الكارثية أيضاً اللجوء الفوري إلى خافضات الحرارة فور الشعور بارتفاع طفيف في درجة الحرارة (مثل 37.5 درجة مئوية)

لأن ارتفاع درجة حرارة الجسم إلى حد معين (عادة أقل من 38.5 درجة مئوية في البالغين الأصحاء) هو آلية دفاع طبيعية للجسم. فالحرارة المرتفعة نسبياً تعمل على تعزز عمل الخلايا المناعية لمكافحة الفيروسات كما تبطئ من تكاثر الفيروسات التي لا تستطيع العيش في درجات حرارة مرتفعة.

عند الشعور بالإعياء يلجأ البعض لشرب المشروبات الغازية أو القهوة بكميات كبيرة للاعتياد على السوائل، لأن المشروبات التي تحتوي على الكافيين (مثل القهوة وبعض المشروبات الغازية) تعمل كمدرات للبول، وقد تزيد من فقدان السوائل وتفاقم الجفاف.

الحل الفعّال هو التركيز على الماء، الشاي العشبي الدافئ، المرق الصافي، وعصير الليمون بالعسل. هذه السوائل تساعد على التدفئة والترطيب الفعال، وتمنع تفاقم الأعراض.

زر الذهاب إلى الأعلى